كتبهاأحلام ، في 8 نوفمبر 2008 الساعة: 17:21 م
التراث الشعبي مليء بالعديد من الحكايات والأمثال التي تصور المرأة بشكل سلبي، فهي غبية….أولئيمه….داهية أو خائنة
وتتداول هذه الحكايات أو الأمثال كحقائق مفروغ منها
ويمثل الموروث الشعبي من قصص وأمثلة انعكاسا لثقافة شعبا ما، وللقيم الأخلاقية لذلك الشعب
ومن الغريب أن النساء أنفسهن يستشهدن بهذه الأمثال التي تسيء إليهن
من الحكايات التي أعجب كثيرا لها حكاية الفلاح الذي ذهب لسوق المدينة لبيع
محاصيله الزراعية برفقة زوجته ، وفي الطريق للسوق مر على رجل كفيف في
طريقه أيضا للمدينة فتعاطف معه وقرر أن يصطحبه معه إلى المدينة ، فطلب من
زوجته الشابة أن تترجل عن الحمار إكراما للرجل الكفيف.
وبدأ
بالحديث مع ضيفه الأعمى في أمور شتى ، حيث كان الرجل الأعمى يستفسر عن نوع
المحاصيل التي على الحماروالتي ستباع في السوق وعند وصولهم للسوق أخبر
الرجل ضيفه الأعمى بأنهم قد وصلوا السوق ويستطيع النزول من على ظهر الحمار.
لكن المفاجأة أن الرجل الأعمى رد عليه بصوت عال قائلا:
أيها المحتال أتريد أن تسلب حماري وزوجتي، هل هذا جزاء معروفي معك؟
بدأ الناس في السوق بالالتفاف حولهما لمعرفة حقيقة ما يجري
حاول
الرجل أن يشرح للناس زيف إدعاء الرجل الأعمى الذي عكس الأمور ولكن الرجل
الأعمى لم يكف عن الصياح واتهام الرجل بالكذب ومحاولة استغلال وضعه كرجل
أعمى ليأخذ منه زوجته والبضاعة والحمار وهي كل ما يملك وللتدليل على صدق
كلامه وصف لهم بدقة نوع المحاصيل على الحمار وأضاف أن هذا الرجل قد أغوى
زوجته مستغلا أنه كفيف البصر
تمت إحالة الرجلين للقاضي للفصل بينهما بعد أن استمع القاضي لكل منهما أمر بحبس كل واحد في زنزانة منفردة
وفي الليل تسلل القاضي لزنزانة الفلاح المنكوب فسمعه يلوم نفسه ويقول:
مالي
ولفعل الخير ….أردت أن أفعل خيرامع رجل أعمى فماذا حل بي؟؟؟ هاهو يريد أخذ
ما معي وأخذ زوجتي انتقل القاضي متسللا إلى الزنزانة التالية فسمع الرجل
الأعمى يقول:
والله سبرت (نجحت)مره (إمرأه) وحمار ….ما سبرت داوية وهدار ( ضجة وكلام) ،
فعرف القاضي الحكاية وأمر بالإفراج عن الفلاح وحبس الرجل الأعمى المحتال
هنا تنتهي الحكاية ولكن ما الهدف والغاية من هذه الحكاية؟؟؟؟؟؟؟
فعندما نستشهد بحكاية ما أو مثل ما يكون هناك سبب وغاية لتلك الحكاية أو
المثل فهل الهدف إظهار أن المرأة لا أمان لها وأنها قد تتفق مع أي غريب ضد
زوجها - إذا كانت الزوجة في هذه الحكاية قد اتفقت مع الرجل الأعمى للتخلص
من زوجها مثلا - أم أن الهدف هو أن المرأة والحمار في نفس المستوى ففي
الحكاية لم يُذكر أن المرأة فصلت في الموضوع وبينت إي الرجلين هو زوجها
فلو
أن الحكاية احتوت على ممتلكات مادية كالمحصول الزراعي وأي ممتلكات أخرى
إضافة للحمار مثل بعض الحيوانات الأخرى كالبقر أو الغنم فهي بالنسبة لي قصة
هادفة وذات مغزى ولكن أن تكون في
الحكاية امرأة حتى لو كانت خرساء فهي قادرة على أن تبين بلغة الإشارات أي
الرجلين زوجها هذه الحكاية أثارت حنقي وغضبي منذ أن سمعتها للمرة الأولى ، وأشعر بالغيظ كلما سمعت أحدهم يستشهد بالمثل.
هذه
الحكاية تعتبر أحد مظاهر العنف الممارس من المجتمع ضد المرأة بتصويرها
كأنها لا رأي لها ولا قيمة ومساواتها بحيوان لا تعرف من هو صاحبها. إن
الموروث الشعبي يحتاج إلى دراسة بعناية لتنقيحه وتهذيبه، ومعرفة الدوافع
لمثل هذه الحكايات والأهداف منها، فقد تكون هناك حكمة عظيمة غابت عني.
وبالطبع هناك المزيد من الأمثال التي تحمل تمييزا واضحا ضد المرأة وتربط أيضا بين النساء والحمير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : أمثال شعبية | السمات:أمثال شعبية
أرسل الإدراج | دوّن الإدراج
أغسطس 17th, 2009 at 17 أغسطس 2009 1:13 م
للتندر على النساء .
وهي تذكرني ببعض المسلسلات والأفلام التي لا يستطيعون حبكها ..
وكما ذكرت فأين دور المرأة في كل هذا ولماذا لم ييبادرها القاضي بالسؤال إلا إذا كانت القصة ناقصة
من الاساس.
شكراً على هذه الامثلة وغيرها التي تنزل من قيمة المرأة وقد كرمها الإسلام..
سبتمبر 15th, 2009 at 15 سبتمبر 2009 11:42 ص
الموروث الشعبي مليء بالحكايات والأمثال التي تسخر من المرأة وتحط من قدرها ويتناولها الناس كأنها مسلمات
بالرغم من أن ديننا يكرم الإنسان عموما ويكرم المرأة ويرفع عنها الظلم
تحياتي وتقديري
سبتمبر 15th, 2009 at 15 سبتمبر 2009 1:06 م
سبتمبر 15th, 2009 at 15 سبتمبر 2009 1:09 م
سبتمبر 16th, 2009 at 16 سبتمبر 2009 2:50 م
حبيبتي احلام
شكرا لك حبيبتي على القصة وعلى الموضوع الهادف
اللهم احمي كل بنات الاسلام والمسلمين
بارك الله فيك يا غالية
احبك في الله
سبتمبر 16th, 2009 at 16 سبتمبر 2009 3:11 م
تحية طيبة مباركة
وليلة مباركة نتحري فيها ليلة القدر
وكل عام وانتم بكل خير …
سبتمبر 19th, 2009 at 19 سبتمبر 2009 12:18 م
سأحاول فعل ذلك
تحياتي
سبتمبر 19th, 2009 at 19 سبتمبر 2009 12:20 م
تقبل الله دعوتك
وبارك الله فيك
وأحبك الله الذي أحببتني فيه
والمشاعر متبادلة
تحياتي وتقديري
سبتمبر 19th, 2009 at 19 سبتمبر 2009 12:20 م
سعدت بعودتك وبمرورك
تقبل أطيب تحياتي
فبراير 17th, 2010 at 17 فبراير 2010 11:00 م
شكراً لك وللقاضى !
فبراير 18th, 2010 at 18 فبراير 2010 1:01 م
شكرا لمرورك وتعليقك