هل نتعلم الدرس

سافرت إلى دولة رواندا، هل تتذكرون رواندا؟
 نعم إنها تلك الدولة الأفريقية التي انزلقت لحرب أهلية مرعبة قتل فيها ما يقارب مليون شخص بريء خلال 100 يوم. أفراد من قبيلة الهوتو ذبحوا وسحلوا أفرادا من قبيلة التوتسي رجالا ونساء وأطفالا. دُمرت البلد نتيجة لتلك الأحداث الرهيبة. اليوم في عام 2019 تشهد رواندا انتعاشا اقتصاديا يثير إعجاب الجميع. ما الذي حدث؟ لماذا حدثت المجازر؟ وكيف تجاوز الروانديون ماضيهم المخيف؟
ذهبت لزيارة النصب التذكاري للإبادة الجماعية التي حدثت برواندا عام 1994م في العاصمة كيغالي، بحسب اقتراح موظف الفندق، أخبرني أنه من أهم المعالم السياحية في البلاد. حقيقة تعجبت، كيف يكون متحف يحمل ذكريات مذبحة مكانا يتم الترويج له سياحيا؟!

هناك عرفت السبب!

يعرض المتحف الحكاية من البداية، فيعود بنا قليلا إلى الماضي البعيد لنرى تلك الأيادي الخارجية التي تزرع الفتن بين أبناء البلد الواحد المكون من قبيلتين الهوتو والتوتسي، بينهم روابط مشركة فهم يتحدثون لغة واحدة، وينتمون لدين واحد. تعرضت رواندا للاستعمار الألماني ومن بعده الاستعمار البلجيكي، وكلا الاستعمارين لجأ لسلاح التصنيف، فتم تصنيف سكان رواند بحسب القبيلة الهوتو وهم الأكثرية، وقبيلة التوتسي وهي قبيلة الأقلية من السكان. تم تعميق الفجوة بين أبناء القبيلتين بوضع بند القبيلة في بطاقة الهوية في العلم 1931، المستعمر البلجيكي أعطى امتيازات لأبناء قبيلة التوتسي لقمع واضطهاد أبناء قبيلة الهوتو، عندما تذمر أبناء قبيلة الهوتو من سوء أوضاعهم دعمهم البلجيكيون وحرضوهم ضد التوتسي ونشروا بينهم أن التوتسي أغراب ولا ينتمون لرواندا، فقامت في الخمسينات أول ثورة ضد التوتسي وخربت ممتلكاتهم وهجروا من ديارهم، وتصاعدت مشاعر الكراهية والحقد بين أبناء البلد الواحد. حدثت عدة صدامات ومجازر متتالية كان أبشعها ما حدث في عام 1994 من حرب إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل باستخدام المناجل قام بها متطرفون من الهوتو ضد أبناء التوتسي ودعمتهم حكومة عنصرية وإعلام رسمي محرض.

عندما وقفت أمام الصور أستمع لأسباب حدوث حرب الإبادة ذهب ذهني إلى هناك، إلى اليمن، قفزت لذهني التحريضات العنصرية وصعود التصنيف الطائفي والعرقي، وتلك اللغة التي تتنفس الكراهية والبغضاء، والأصوات التي تنعق بالخراب والقتل والإبادة ضد طوائف معينة في المجتمع، وأصوات تنادي بطرد فئات أخرى من المجتمع بدعوى أنهم ليسوا من أهل البلاد. تبا، هل هي نفس التربة التي تنبت فتنتج الخراب والدمار والهلاك؟
لنكمل الحكاية من رواندا، ففي يوم السادس من أبريل 1994 سقطت طائرة الرئيس الرواندي وهو من قبيلة الهوتو وبعد ساعة واحدة تبدأ عمليات القتل والذبح للجيران ولكل من يصادفونه من قبيلة التوتسي حدث ذلك والإذاعة الرسمية في البلاد تبث سموم الكراهية وتشجع المتطرفين للقيام بقتل كل من ينتمي لقبيلة التوتسي، والمذيع يصرخ عاليا: اسحقوا الصراصير، أبيدوهم. مائة يوم من الحزن والدموع والرعب والعالم يتناقل الصور على شاشات التلفاز ولا يفعل شيئا.

حرب الإبادة حطمت البنية التحتية للبلد من مستشفيات وكهرباء ومدارس. نجحت قوات الجبهة الوطنية الرواندية في السيطرة على البلاد، وتوقفت عمليات الإبادة، وهرب كثير ممن شارك في الجرائم لخارج البلاد. الرئيس الذي استلم حكم البلاد من 1994 وحتى 2002 حاول تطبيق القانون الجنائي على مرتكبي جرائم الإبادة فدخلت البلاد في فوضى عارمة وامتلأت السجون وفشلت المحاكم في النظر في كل القضايا المعروضة عليها.
وهذا ما يحدث عادة بعد سقوط نظام معين تتم ملاحقة أنصاره ومؤيديه وكل من ارتكب الجرائم في عصره، فتسود الفوضى وتكون الصورة قاتمة.

لكن الرئيس الحالي استلم الحكم وغير سياسة البلاد تماما، قال: “لم نأت من أجل الثار، لدينا وطن نبنيه، وبينما نمسح دموعنا بيد، سنبني باليد الأخرى”.
نعم الثأر، والانتقام، والنفي ومصادرة الممتلكات هي سياسات لا تبني بلدا، بل تعيق البناء وتدخل البلد في فوضى الكراهية والانتقام.

لنتذكر ماحدث في بلادنا على سبيل المثال بعد ثورة 1962 من ملاحقات ومصادرات وأحكام إعدام إلى أين أوصلتنا، وهو نفس التصرف في أغلب البلاد العربية بعد الانقلاب أو التخلص من النظام الحاكم السابق، لاتزال البلاد تعاني من الأحقاد المتوارثة، وها نحن نسمع أن هناك من يريد أن يعيد الحياة لحكم قامت عليه ثورة. لماذا؟
لنعد لتجربة رواندا ونرى كيف تعامل الرئيس الرواندي مع تلك المعضلة؟
اعتمدت الحكومة الرواندية سياسة “الوحدة والمصالحة” المستندة إلى نظام تقليدي يعرف باسم “غاكاكا”. فكرة الغاكاكا تقوم على الاعتراف بالخطأ والتكفير عنه بخدمة المجتمع، بعيدا عن فكرة إنزال العقاب على الجاني، وهذا ما تم تطبيقه على آلاف المتورطين والمتهمين بتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، وهم ممن تأثروا واستجابوا للشحن العرقي، وارتكبوا جرائم قتل ضد جيرانهم وأبناء قراهم، أسس رئس البلاد هيئة “الوحدة والمصالحة” التي حملت على عاتقها حل تلك المشكلة عبر تشكيل 1200 محكمة محلية في القرى والتي عرفت باسم غاكاكا، كل محكمة مكونة من تسعة قضاة يختارهم سكان القرية. وكل متورط يعترف بجريمته ويبدي ندمه ويطلب من أهالي الضحية العفو في وجود أفراد المحكمة وبقية أهالي القرية، عندما يحصل على المسامحة يحكم عليه بالعمل لخدمة الضحية لعدد من السنوات. كان ذلك العمل يهدف لتحقيق التسامح بين الناس حتى يستأنفوا العيش المشترك. لكن الشخصيات السياسية والقادة الذين أعطوا الأوامر بعمليات الإبادة تمت محاسبتهم ومحاكمتهم تحت إشراف الأمم المتحدة.

نعم مشكلتنا أننا لا نناقش مشاكلنا، نحن لا نعترف بوجودها، لهذا لازالت مشكلة الفتنة الكبرى التي حصلت في تاريخ المسلمين تؤثر على حياة الناس جيل بعد جيل، لأننا اتبعنا سياسة لعن الله من أيقظها، فظلت الفتنة نائمة ساكنة في القلوب وفي الوجدان، تطل برأسها كلما سنحت الفرصة.

تجربة رواندا غنية وثرية وبها العديد من الدروس، تحولت من دولة فقيرة مدمرة بعد أسوأ حرب إبادة في القرن العشرين إلى دولة حققت خطوات كبيرة في دفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية. وتحولت خلال 20 سنة إلى واحدة من أهم الاقتصادات الناهضة بالعالم بمعدل نمو 7.5% من عام 2015 إلى 2017.

آمنت رواندا بأن التعليم هو السلاح الذي ستواجه به التطرف والعنصرية فطورت منظومة التعليم. تعليم يغرس حب رواندا فقط دون التفاخر بالقبيلة، وجعلت التلفظ بأي كلمة عنصرية يعاقب عليها القانون.

مما قد نستغرب منه أن نعرف ترتيب رواندا في تقرير جودة التعليم للعالم لسنة 2014 الصادر عن اليونسكو والذي وضع رواندا من أفضل 3 دول في تجربة النهوض بالتعليم.
تخيلوا بلدا خرج من حرب مدمرة وهو الآن من أفضل الدول في التعليم رغم فقره، كيف حدث هذا، خاصة عندما نعرف ان 75% من المعلمين إما قُتلوا أو سُجنوا أو فروا خارج البلاد.

ماذا فعلت الحكومة الرواندية للتغلب على هذه الكارثة؟
أول حكومة رواندية بعد الحرب الأهلية وضعت برنامجاً لإعادة المواطنين الذين فروا من البلاد، وبدأت برنامج لإعادة تأهيلهم للعودة للحياة الطبيعية، والمعلمين كانت لهم الاولوية في التأهيل.

لتتجاوز رواندا ماحدث اهتمت بالتعليم وبالمعلم تحديدا، فأقيمت العديد من ورش العمل والدورات التدريبية التي تًنتج معلمين قادرين على تقديم تعليم، ولكن أي نوع من التعليم؟
تعليم يواكب العصر، تعليم يُلبي احتياجات سوق العمل، تعليم ينهض بالبلاد اقتصاديا.
كان منهج التاريخ سابقا مزيفا وعنصريا ليرسخ الولاء والانتماء للقبيلة ويعزز العداء والحقد، تم التخلص من مادة التاريخ ومنع تدريسها، وهناك من ينتقد الدولة لهذا السبب ويعتبر هذا خطأ، فعلى الدولة إعادة تدريس التاريخ لكن بعد تنقيته من التشويهات.
لم تكتف الدولة بتأهيل المعلمين فقط، بل فعلت أكثر من هذا!
لقد عقدت حكومة رواندا شراكة مع “Microsoft”، لمحو الأمية الرقمية في البلاد، وتبنت الحكومة لنظام “ICT 4E” وهي اختصار لـ”تكنولوجيا المعلومات والاتصال من أجل التعليم”، وهو نظام يستبدل وسائل التعليم والكتب التقليدية بمنصات إلكترونية عبر”اللابتوب” أو “آي باد” أو مشغل “Mp3” يُتابع من خلالها الدارسون دروسهم بكل سهولة ويسر.
قد يبرز سؤال منطقي، بلد فقير كيف سينفق على نفقات تعليم يعتمد على منصات الكترونية؟ والجواب بسيط، الحكومة أعفت الشركات التجارية الخاصة من الضرائب إذا ساهمت في دعم التعليم.

“نتذكر لنتعلم”، شعار مكتوب على ستة نصب تذكارية تذكّر الروانديين بالثمن الذي دفعوه لقاء القبلية والتعصب. أغلب تلك النصب، هي كنائس أو مدارس ولا تزال تحتوي على عظام وجماجم من قتلوا، معروضة للزوار. هكذا تبقى آثار المذابح لتذكرهم بقيمة التعايش المشترك. والثمن المخيف للاستجابة لمشاعر التعصب.
يوم 7 أبريل من كل عام توقد شعلة عند النصب التذكاري الرئيسي للمذبحة في العاصمة كيغالي ولمدة 100 يوم، تكريما للضحايا وجبرا لخواطر الأحياء منهم، وحتى يتذكر كل رواندي ماذا حدث وحجم الكارثة. ربما منعا لأي عملية لتشويه الماضي، أو أي محاولات لإخفاء الحقائق على الأجيال القادمة. في المتحف هناك تسجيلات فيديو لشهادات الناجين توثق ماحدث.

هل ننتظر مذابح إبادة حتى نتعلم الدرس، أم نستطيع تجاوز ذلك، ونعلم أن الوطن ملك الجميع، وأن اختلافنا هو تنوع وإثراء، وأمامنا مهمة شاقة للخروج بالبلد من مستنقع الكراهية ليتحول بأيدي أبنائه لوطن عصري يعيش الكل فيه سواء أمام قانون لا يستثني أحد.

https://nasejyemen.com/2019/03/29/%D8%A3%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AC%D8%AD%D8%A7%D9%81-%D8%AA%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%87%D9%84-%D9%86%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B3/ 

مراجعة كتاب قيمة التاريخ لجوزف هورس

الكتاب يعطي ايحاء بأن الفكر الأوروبي والنظرة الأوروبية وتعريفها للعلوم هي السائدة، وهذا شيء غير مستغرب في ظل سيادة الفكر الغربي وتصدره للعلوم.
ويذكرالمؤلف:

 " أن الشعوب المتوحشة هم اولئك الشعوب الذين يبقون فقراء بالذكريات"...أي لا تاريخ مكتوب لهم.

فكل حضارة تقترن بتاريخ لها.
ويذكر المؤلف كيف تطور علم التاريخ في الغرب، وسيطرة التوراة وقصصها على ذلك التاريخ ،كما يذكر تأثير المسيحية على تاريخ الغرب.
فالتاريخ في البداية كان تخليد للبطولات.
والمؤرخ اليوناني أهمل مجمل التاريخ البشري، واهتم فقط بتاريخ وأساطير الالهة المتنوعة.
لكن الرومان اعتنوا بالتاريخ واسسوا في رومه مخازن للوثائق.
وفي عهد الرومان ايضا، أصبحت كتابة التاريخ وظيفة من وظائف الدولة.
المسيحية أضافت لتاريخ اليونان والرومان قصص وتاريخ وحوادث جديدة.
أما في عصر النهضة فبدأت العقلانية تغزو التاريخ.
وبدأ التاريخ يتحول إلى علم في عصر النهضة .
وبدأت عملية مراجعة ماكتب في التاريخ، كانت الكتابات الأولى للتاريخ تميل لأن تكن اعمال ادبية بعيدة عن الواقع والحقائق.
من القرن الثامن عشر بدأ قياس كل شيء ووضع اسس للتاريخ.
الثورة الفرنسية أوقفت هذا النشاط فانتقل النشاط التاريخي لألمانيا .
وبدأ التاريخ يكتسب الصفة القومية منذ ذلك الوقت.
في عام 1821 تأسس في فرنسا مدرسة النظم التأسيسية التي ترج عدد من الباحثين كل عام، وبدأ رجل التاريخ يعمل موظف في الدولة براتب شهري .
وأصبح التاريخ سياسي.


وينتقل المؤلف لسرد تعاريف متنوعة للتاريخ لينتهي بحقيقة أن المؤرخ عادة يميل لتغليب ذهنيته على مجرى الأشياء .
ويوضح أن هناك تباعد بين التاريخ والعلوم، فالتاريخ لا يمكن أن يكون إلا سردا.
وهو أبعد مايكون عن أن يحل محل الفلسفة .
فلابد للمؤرخ من تنشئة فلسفية قوية لأن الفلسفة هي التي تنسق التاريخ وتبنيه وتعطيه اللحمة التي يحتاجها.
ويقول أحد المفكرين الألمان:

" أن التاريخ هو مجموع الممكنات التي تحققت"
ويختم المؤلف الكتاب بقوله:

" أن الضوء الذي ينير طريق المؤرخ في أقصى ما يتناول من أبعاد الماضي هو ضوء الاهتمام بالمستقبل"
الكتاب مكون من 7 فصول، جاء في 125 صفحة وهو من منشورات عويدات للعام 1974م.
وجاء في غلافه الخارجي أنه مطالعة يوم، وهو فعلا كتاب خفيف يمكن الانتهاء منه في يوم واحد.
المؤسف أن الكتاب فيه الكثير من الأخطاء الإملائية ، وكأن الكتاب لم تتم مراجعته بعد ترجمته.

كتاب مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام




الكتاب يحتوي 4 فصول:
  • المركزية الأوروبية والصراع على تاريخ العقل
  • عذابات الفاسفة في المسيحية الأولى
  • الفلسفة في المدينة الاسلامية من المواطنة إل النفي
  • الفلسفة وجدلية التقدم والتأخر
ويبدأ الكتاب باعتراف المؤلف أن الكتاب في الأصل كان فصلا من فصول مشروع نقد نقد العقل العربي الذي رد فيه المؤلف على مشروع محمد الجابري.

الكتاب يذكر تفاصيل الاضطهاد الديني المسيحي خلال القرن السادس والقرن السابع الميلادي والذي طال كل مخالف واصحاب العقائد الاخرى والوثنيين.
كما يذكر تفاصيل قمع الفلسفة والثقافة اليونانية واعتبارها هرطقات.
يستعرض المؤلف كيف أن بولس الرسول شن حملة ضد الفلسفة الوثنية ...وتم اضطهاد كل من لا يوافق صاحب السلطة في العقيدة وانزال أقصى العقوبات عليه وابادته في بعض الأحيان.
وينتقل الكتاب ليستعرض مصير الفلسفة في الاسلام مثل تحامل ابن الجوزي وابن جبير وياقوت الحموي على الفلسفة .
كما أن ابن تيمية نجح في انزال الفلاسفة منزلة اعداء الاسلام وجعل حكمهم كحكم الزنادقة والملاحدة والكفار.


ويتطرق إلى أن أهل الحديث والجماعة هم الفرقة الوحيدة التي مضت بتقنين العقيدة القويمة إلى آخر الشوط وقيدت النص بالنص وألغت حتى الهامش الضيق المتروك للعقل في الاجتهاد على النص.


الكتاب يوضح بشكل كبير سبب أزمة العقل العربي الاسلامي وكيف سيطر فكر ابن حنبل الذي اتفق مع اهل السياسة لتقييد العقل العربي الأمر الذي استمر حتى اليوم
ولن يكون هناك أي حراك فعلي ثقافي عربي إلا بإعادة الاعتبار للعقل عبر اعادة الفاسفة وعلم الكلام من جديد.
تصحيح مسار الفكر الديني هو من سيصلح الحال في بلاد العرب.

عانت الفلسفة من اضطهاد الكنيسة ، لكن العالم الغربي تجاوز تلك المرحلة ، كيف ؟
الكتاب رغم العدد القليل لصفحاته لكنه يفصل بشكل كاف كيف تجاوز العالم المسيحي ذلك، ولماذا فشل العالم الاسلامي في تجاوز تلك المرحلة. كتاب ممتع يستحق القراءة.


مراجعة لكتاب شهيا كفراق

الكتاب لا يحمل موضوع محدد..
فيبدو كأن المؤلفة تدردش مع القارئ
تشرح للقارئ ان ناشرها طلب منها أن تكتب شيئا للنشر
فهي تبث همومها حول الكتابة والبحث عن موضوع لرواية قادمة
تتحدث عن بطل رواياتها السابقة خالد طوبال ...عن قراءها
وأعداد المتابعين لها على صفحات التواصل الاجتماعي
لغتها رشيقة والكلمات والمعاني تنساب طيعة من بين أناملها لكن يبدو أن ما ينقصها هو موضوع للكتابة
الجزء الأول والجزء الثاني من الكتاب فيهما مواضيع عامة
ذكريات من الماضي مع الشاعر نزار قباني وغازي القصيبي
لكن الجزء الثالث يشبه الرواية أو القصة
فلو أنها بدأت الكتاب من الجزء الثالث لكان عمل أدبي متكامل
أعجبتني بعض الأقتباست من الكتاب
" كل شخص يختار قيده نحن الذين نسمح للماضي بإمساكنا رهينة"
"تمنيت لو أن الممحاة أداة من أدوات الحياة لا من عدة الكتابة كي نمحو بها ما ندمنا على فعله في نص حياتنا المليء بالحماقات"
غلاف الكتاب أنيق وينم عن ذوق رفيع، والعنوان ملفت للنظر كعادة كتب أحلام مستغانمي...
 
 

مراجعة لرواية أورشليم

جونسالو إم تافاريس كاتب برتغالي صدرت روايته اورشليم في عام 2005 في البرتغال....
 لفت انتباهي أن الرواية لا علاقة لها بالعنوان ...
ظهرت عبارة  أورشليم في جملة توراتية في الرواية كما يلي :
 "إن نسيتك يا أورشليم تنسى يميني" ،وفي نهاية الرواية تردد بطلة الرواية عبارة مشابهه:
" إن نسيتك ياجورج روزنبرج تنسى يميني"
ولا أدري ما العلاقة بينهما!


الرواية تسلط الضوء على فضاعات العلاج النفسي وتشابه الوضع في السجن والمصحة...الصرامة ...القسوة ...الظلم ...والمعاملة السيئة التي تسحق شخصية الفرد.
 

المؤلف في هذه الرواية يبرز أسوأ مافي شخصيات الرواية دون استثناء ...
يوضح ماذا تفعل الحرب بالناجين منها...كيف تشوههم من الداخل ومن الخارج...كيف يعيش المرء في رعب مستمر يدعوه لحمل المسدس رغم انتهاء الحرب لأنه أضاع الأمن الداخلي ...واضاع قدرته على التأقلم مع المجتمع...
أحد أبطال الرواية مهتم بتوثيق وتتبع تاريخ الرعب والفضاعات في تاريخ البشرية ...يريد أن يتوصل لمنحنى ليفهم هل الإنسان يتجه نحو السلام أم المزيد من الخراب ...وهذا الاهتمام لايمنعه من إيقاع الأذى بزوجته المريضة ...
الطبيب المسؤول عن المصحة العقلية انسان غريب ومعتل عقليا كما يبدو من تصرفاته ...

الرواية فيها وصف محزن ومؤثر لحقيقة المصحات العقلية أو حقيقة العلاج النفسي...

ماذا يفعل هذا العلاج بضحاياه ...أية قسوة يتعرض لها المريض...
هل من يقوم بعلاج المرضى في المصحات أصحاء أم هم أنفسهم بحاجة لعلاج ؟ هل يمارسون شذوذهم العقلي على المرضى المساكين...


وظيفة المحرر عند دور النشر العربية والغربية



 هل يحتاج الكاتب لمن يساعده قبل نشر نصه الأدبي، وهل كل نص يصلح للنشر كما هو؟ مقارنة بين دور النشر العربية والغربية...المقال منشور في موقع زد على الرابط التالي:

https://ziid.net/business/editor-job-in-arabic-publishing-houses

مراجعة لكتاب: الغرب والإسلام - الدين والفكر السياسي في التاريخ العالمي لأنتوني بلاك

الكتاب يبدأ بمقدمة المترجم، 40 صفحة ...انها المرة الأولى التي أجد مقدمة للمترجم بهذا الطول...
كأن المترجم ألف كتاب داخل الكتاب.
مقدمة المترجم الطويلة تبدو للقارئ وكأنها محاولة للتبرير ودفع تهمة ...لكنه لا يشرح للقارئ لماذا انتهى الحال بالمسلمين إلى الجمود والتخلف الحضاري؟

يقول المترجم أن الجسور كانت بطرق مختلفة وبنسب متفاوته ممدودة بين منظومة التراث والنهضة ...وهذا غير صحيح لأن العرب علقوا في المنظومة التراثية وألغوا تماما منظومة النهضة التي تستقي عناصرالتجديد فيها من انجازات ثقافات الأمم الأخرى وأفكارها، ولو أن منظومة النهضة استمرت لكان حال العرب مختلف عما نراه اليوم.

المؤلف أنتوني بلاك كان موضوعي من وجهة نظري بشكل مثير للاعجاب
تكلم بشكل ايجابي عن الدين الإسلامي لكنه أتهم الخلفاء أو بمعنى أصح أهل السياسة ، والفقهاء أو رجال الدين بأنهم من انحرف عن فهم حقيقة الدين الإسلامي والانحراف عن كثير من مبادئه مثل العدل والمساواة.

الكتاب كما يقول المؤلف هو جزء من مشروع لكتابة تاريخ عالمي للفكر السياسي.
يذكر في صفحة 45: 
" لم يكن موضوع تقدير دائما كم كان الفكر السياسي الإسلامي مدينا لإيران القديمة".
 
ويذكر أنه حتى العام 1050 م تقريبا كان لأوروبا المسيحية والإسلام والعالم البيزنطي قواسم مشتركة أكثر مما يظن في العادة.
كما ذكر في صفحة 48 أن المدن والتجارة والانتاج الحرفي كان أكثر تقدما في العالم الإسلامي حتى القرن الثاني عشر.

الكاتب ذكر أن الكتاب سيركز على الفترة من عام 632م وحتى العام 1450م لأنها الفترة المكونة للفكر السياسي لكل من الغرب والعالم الإسلامي.

ويذكر المؤلف في صفحة 114 عند المقارنة بين الجسم البشري والدولة الغائبة عن الأدب الإسلامي، يقصد غيابه في أرض الواقع وعدم الاستفادة من كلام النبي.

كما يشير في صفحة 128 إلى نظام الطبقات والتفريق بين الناس وهو ما يخالف القرآن حسب رأيه، وهو كلام صحيح لأن كثير من أخلاقيات وتصرفات المسلمين تخالف الدين.

كما يقول في صفحة 212 أن هناك ثمة فارق كبير بين الفكر السياسي الأوروبي والإسلامي وربما يكون الأكثر لفتا للانتباه ذلك الذي يتعلق بأساس العدالة والأخلاق...

الكتاب رائع وفيه تحليل مدهش لكيفية تشكل السياسة الأوروبية عبر الزمن وكذلك السياسة في العالم الاسلامي.
الكتاب بالنسبة لي وضح كثير من النقاط الغامضة والتساؤلات الحائرة حول اسباب تردي الأوضاع في العالم العربي تحديدا وجذور ذلك التردي.
نحتاج أن نبحث وندرس أكثر تاريخنا بشكل اكاديمي كما فعل المؤلف لنعرف جذور مشاكلنا حتى نسستطيع ايجاد الحلول لنخرج مما نحن فيه بدلا من الاستمرار بحالة الإنكار .