لم أخرج من ليلي لآني إرنو:

 

كتاب مؤلم ومحزن وصادم..
أسلوب مختلف في الكتابة ...
يوميات مختصرة ...
ما يميز كتابات آني إرنو هو الدخول مباشرة للموضوع دون الحاجة للمقدمات...
هذا الكتاب الثاني عن أمها...بعد كتاب امرأة
لكن في هذه المرة تعود للمذكرات أو اليوميات التي كتبتها أثناء فترة وجود أمها في دار المسنين...
فتكتب آني إرنو عن التحولات التي تحدث لأمها من يوم دخولها دار المسنين ...
لكنها لا تكتب تفاصيل كثيرة ...بل كلام مختصر...
تضع تاريخ واسم اليوم وأسطر قليلة ...
قليل من الكلمات لزيارة تتم أحيانا مرة في الشهر أو أكثر من مرة ...
العنوان هو العبارة الأخيرة التي كتبتها الأم: لم أخرج من ليلي...
"إنها أمي ...ولم تعد أمي"
ترصد التدهور الذي يصيب الأم ...
"أعطيها قطعة بريوش باللوز، إنها عاجزة عن أن تأكلها وحدها، شفتاها ترضعان الفراغ. في تلك اللحظة أود لو تموت ، أود ألا تكون في هذا التحلل"
الإحساس الذي ينتابها أنها هي أمها.. جسد أمها هو جسدها...ورفضها أن تكون هذه حال أمها...
"ملامحها هي ملامحي"
كل تصرف من أمها يذكرها بنفسها...بطفولتها...
"إنها تطيعني بخوف"
تصوير مؤلم ومحزن...
"عندما أرحل تنظر إلي كالضائعة المذعورة:هل تذهبين؟ كل شيء مقلوب، الآن ، إنها هي ابنتي الصغيرة، لكنني لا أستطيع أن أكون أمها"
المكان البائس الذي تعيش فيه مع مريضة أخرى تصرخ باستمرار ...
 
كتبت مرارا عن قذارة المكان ورائحة البول والخراء...
آلمني قولها في البداية أن أمها صدمت لأنها أخذتها لدار المسنين بينما كانت تتوقع أن تصحبها لبيتها...
تعبر الأم عن حاجتها لابنتها....
"معك أنا في أيد أمينة"
"لم أنجدها بالقدر الكافي، لقد عبرت ليلها وحدها"
 
عندما تموت الأم لم أتعاطف مع الكاتبة ...لأن نهاية الأم لم تكن مفاجئة ...
 
ميزة كتابات آني إرنو أنها صادقة وتكشف ما لا يجروء غيرها على كشفه بهذا العمق والصدق...تركز على الأشياء الدقيقة والحقيقية والتي لا يلتفت لها آخرون...
الكتاب أصابني بألم كبير للحالة التي يعيشها كبير السن مهملا ضائعا في الوقت الذي يكون بأمس الحاجة للعطف والرعاية...
من الكتابات التي تصيب المرء بالغصة والاكتئاب...
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم Alpha

الصمت عار

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل