رواية حب للنرويجية هانة أورستافيك صنفت ضمن أهم الأعمال الأدبية النرويجية في أواخر القرن العشرين.
فصول الرواية لاتحمل عناوين ولا أرقام ...
تدور أحداث الرواية عبر 155 صفحة فقط ...حول الأن فيبيكة وابنها يون...خلال ليلة واحدة طويلة وبارده من ليالي الترويج الشتوية...
"كان يريد سؤالها عن عيد ميلاده، غدا سوف يبلغ التاسعة من عمره"
يون ينتظر يوم الغد ...ويفكر في كعكة عيد ميلاده التي ستعدها أمه...والهدية التي سيتلقاها ..
لكن لماذا لم يسألها؟
لماذا لانناقش ما يدور ببالنا مع من نحب؟
هل هناك حواجز ومخاوف تمنعنا !!!
"يتطلع إلى الثلج الموجود أمام النافذة ويفكر كيف تستطيع رقاقات صغيرة أن تصنع هذا الكم من الثلج"
وصف الثلج والبرد في الرواية أشعرني بالبرد...
"الحياة قصيرة جدا كي لا تبدو جميلة، فلنتحمل البرد، هكذا تفكر"
تشعر فيونيكة بالوحدة، تحتاج للحب والرعاية...
ويعيش يون منغمسا بأحداث يصنعها خياله عن شخصيات فضائية وحروب ومواجهات مع تلك الشخصيات وعوالمها...
السرد في الرواية ينتقل بالتناوب بين أفكار الأم وأفكار ابنها دون فواصل ...فتارة نكون مع أفكار الأم وتارة مع الأبن ...
ورغم بعد المسافة بين أماكن تواجدهما لكن الراوي يشعرنا أنهما أقرب لبعضهما رغم ما يحدث...
كبر المسافة بينهما وبرودة الجو تتضح من برودة علاقتهما ببعضهما...
ذلك الطقس البارد انعكس على علاقتهما...
الحب هو من يدفئ العلاقات ويربط الجسور بين القلوب ويدفع الحزن والشعور بالوحدة والمخاوف بعيدا ...
دون تعبير عن الحب تبرد العلاقات وتتجمد العواطف وتصبح الحياة لا تطاق...
الحب هو من يزين حياتنا ويملؤها بهجة . .
كم هو محزن أن يعيش الناس في غربة عن احبائهم...
يعيشون الوحدة والخوف والإهمال وخيبة الأمل رغم وجودهم مع من يحبون...
البحث عن الحب والاهتمام في الخارج يمكن أن يجعل الإنسان عرضة لمخاطر لا حصر لها ...لكن الرواية تدور في مجتمع آمن لايشكل الغرباء فيه أي مصدر للقلق. ..
ولأن الرواية مكتوبة بصيغة الفعل المضارع فذلك يعطي للقارئ الايحاء بأن الأحداث تجري الآن في هذه اللحظة فينغمس فيها ...
ينغمس الابن في أحلام اليقظة المألوفه في تلك السن، لكن يبدو أن الأم لم تصل لمرحلة النضج للعيش في الواقع ، فهي أيضا لاتزال تحلق في عالم الخيال بعيدا عن الواقع ومسؤولياته...
تقرأ ثلاثة كتب أو أربعة أو خمسة في الأسبوع كما قالت...فأين ابنها في دائرة اهتماماتها!!!
الرواية تبعث على الأسى،...
وتدعو القارئ للتوقف والتفكير ....