Winners of First Chapter 2025 Announced: Ten UAE Writers Hand-Picked for Prestigious ELF Seddiqi Writers’ Fellowship

 

Winners of First Chapter 2025 Announced: Ten UAE Writers Hand-Picked for Prestigious ELF Seddiqi Writers’ Fellowship

10

This year’s winners of First Chapter, the ELF Seddiqi Writers’ Fellowship, were announced tonight at the Gala Opening ceremony of the Emirates Airline Festival of Literature.  The prestigious mentorship programme could lead them to winning an international publishing deal.

The fellowship pairs ten winning writers with internationally published authors, providing one-on-one coaching, workshops, and access to publishing industry experts. The winners are selected from nearly 100 applicants writing their first fiction novel in Arabic or English. This is the fellowship’s fourth year, making it the region’s only mentorship program of global standard for aspiring fiction writers.

The authors mentoring the winners this year are Ali Sparkes, Alwyn Hamilton, Annabel Kantaria, Freya North, Greg Mosse, Iman Humaydan, Jalal Barjas, Shahla Ujaily, Sona Charaipotra and Yrsa Siggurdottir.

The winners are:

  • Ahlam Jahaf chosen by Jalal Barjas
  • Ellie Salkeld chosen by Ali Sparkes
  • Habiba Tahir chosen by Yrsa Sigurdottir
  • Huda El Waleely chosen by Iman Humaydan
  • Rend Beiruti chosen by Freya North
  • Sarah Madani chosen by Annabel Kantaria
  • Shaikha Al Shamsi chosen by Shahla Al Ujaily
  • Shalaka Paradkar chosen by Greg Mosse
  • Shyama Krishna Kumar chosen by Alwyn Hamilton
  • Shylin Sam chosen by Sona Charaipotra

“This Fellowship is really putting the writing scene in the UAE on the map, attracting the attention of publishers internationally by highlighting the amazing writing talent we have here,” said Ahlam Bolooki, CEO of the Emirates Literature Foundation and Festival Director of the Emirates Airline Festival of Literature. “Our talented homegrown writers thrive on this programme, thanks to the incredible authors who dedicate their time to mentor the fellows and provide them with one on one feedback. We are so grateful to Seddiqi Holding for believing in the vision and value of this unique fellowship and partnering with us to make writers’ dreams a reality.”

Two previous graduates of the programme have now won publishing deals.  First year graduate Sara Hamdan won a major two-book deal with US publisher Holt. Her novel, What Will People Think will be published in May 2025. Saba Brelvi, from year two, will have her novel, The Squatters published by The Dial Press, an imprint of Penguin Random House, for distribution in North America. It comes following her signing by New York Literary agent Alexa Stark at the Writers House.

The mentorship programme was launched in 2021 by the Emirates Literature Foundation in partnership with Seddiqi Holding, with the aim that over five years the Fellowship will create a notable pool of authors based in the UAE, with audiences all over the world.

“I am truly amazed at the milestones we have achieved with this Fellowship; it goes to show the immense talent we have in this region, and we are incredibly honoured to provide a platform for talented writers in partnership with Emirates Literature Foundation. As we head into another year, we remain confident this platform will continue to be instrumental for the Fellows and for other aspiring writers in the region,” said Hind Abdul Hamied Seddiqi, Chief Marketing and Communications Officer, Seddiqi Holding.

In addition to six hours of one-to-one mentorship from their mentor, the fellows take part in a regular series of workshops led by resident mentor Annabel Kantaria, along with meetups and talks from authors and experts spanning the whole of the industry and encompassing all stages of writing, publishing and promoting a book. The programme also provides introductions to international agents, editors and publishers and access to short writing classes from international partner writing institutions. Each year the group undertakes a field trip, with the previous groups visiting the Gotham Writers Centre in New York and the Faber Academy in London to take classes and meet literary agents. 

https://mid-east.info/winners-of-first-chapter-2025-announced-ten-uae-writers-hand-picked-for-prestigious-elf-seddiqi-writers-fellowship/ 

لحظات مع كتاب: ألف ليلة وليلة اليمنية (مخطوط نادر لقصص يمنية فريدة المنسوب لأحمد محمد الجرادي)

 


كتاب حكايات شعبية تراثية نقله المحقق: عبد الرحمن السقاف الطهيفي من مخطوط باللهجة الصنعانية ...
توفي هيرمان بورخات في 19ديسمبر 1909، أي أن المخطوط من قبل وفاته كما يظن المحقق.
المؤسف أن المحقق كما قال في مقدمة الكتاب تصرف بالحذف لما رأى أنه تكرار أو لا داعي له ...
للعلم في طريقة الكلام الصنعاني يتم تكرار الكلام مرارا للتأكيد.
 
من الجميل أنه ترك الكتاب باللهجة الصنعانية كما هو رغم أنه فكر أن يحوله للغة الفصحى حسب مدرسة طه حسين في الأدب ...
"فقد وجدت بأن القيمة اللغوية للمخطوط مضاعفة ؛ لكونه يحتوي على الكثير من المصطلحات والتعابير العامية، التي لا زال بعضها يستخدم، بينما بعضها الآخر بدأ بالانقراض على سنة وكوابيس اللغات"
وعلى كل حال لا تزال الألفاظ تلك مستخدمة داخل البيوت الصنعانية، وفي ريف صنعاء ولم تنقرض.
 
ويقول المحقق أنه لاقى صعوبة في فهم بعض الكلمات التي لم تعد تستخدم في اللهجة الصنعانية لكنه سأل الأصدقاء ولم يبخلوا بتعاونهم...وطالما ساعدوه فهذا يؤكد أنها لاتزال تستخدم.
 
هناك أخطاء مطبعية كثيرة على سبيل المثال:
وخرجت وهي مزقعه زقاعة وأرجح أن المقصود وهي مزقرعة زقراعة..
مايصبر والصحيح ما يسبر ...
بمأتين الصح دون همزة لأن في لهجة صنعاء لا وجود للهمزات...
وأخطاء في تشكيل الحروف.
 
الكتاب به 36 حكاية تراثية باللهجة الصنعانية ولهجة بعض أرياف صنعاء...
الهوامش التي تشرح بعض الكلمات ليست دقيقة ...
القارئ اليمني الخبير باللهجة الصنعانية سيستمتع كثيرا بقراءة هذه الحكايات فلغتها سلسة ومفهومة...
ربما من لايجيد اللهجة الصنعانية سبجد صعوبة أما الصنعاني فسيستمتع كثيرا بالحكايات ...
يقول المحقق في المقدمة أيضا إنه ترك الأخطاء النحوية والصرفية الفجة دون تغيير حفاظا على النص!!
والسؤال: هل تلك أخطاء حقا؟
هل ينبغي تطبيق قواعد اللغة الفصحى ( التي تم تقعيدها أو وضعها في أيام الدولة العباسية) على بقية اللهجات العربية؟ 
 
الكتاب يحتوي على 36 حكاية ...
الراوي في الحكايات لايعرف القارئ بنفسه ويترك تعليق بسيط في نهاية كل حكاية مثل حكاية الشاب المحظوظ، فيتمنى الراوي أن يجد زوجة مثل تلك الزوجة التي تمده بالمال وتزوجه نفسها...
في هذه الحكايات الحاكم هو المهدي عبد الله بدلا من هارون الرشيد في ألف ليلة وليلة...
علما بأن ألف ليلة وليلة في الأصل كانت مكتوبة باللهجة العامية لكنها كتبت بالفصحى في زمن متأخر الأمر الذي أفقدها الكثير من الجمال في السرد، والقارئ يشعر أن لغة النص تبدو باهتة في أغلب الحكايات ...
في الحكاية رقم 13 : خريف وادي ظهر، هدورة عنب ربما يقصد بها هرورة عنب .
الحكاية 14 تآمر داخلي ، الأبن الأكبر يتآمر على أبيه.
الحكاية 15 : تحول ابنك إلى قرد ، يحتال سنان لاستعادة أموال الجمال من النصراني.
الحكاية 16: الأميرة الهندية وزوجها اليمني، حكاية مشابه لحكاية في ألف ليلة وليلة، هنا الأميرة الهندية تحب شاب يمني.
الحكاية 18 تشبه إحدى حكايات ألف ليلة وليلة عن الموت عشقا والاستعانة بالشعر وحكاية داخل حكاية.
الحكاية 20: الأفيون، الحوي في الحكاية لا يقصد بها زريبة البهائم، بل الحوش . ولفظ أبي قبل الاسم لا تقال للأب الفعلي ولكن جرت العادة في صنعاء أن لايقال الاسم مباشرة ومن باب الاحترام يقال قبله أبي.
الحكاية 24 : محسن معيض حاكم صنعاء ، ثلاث حكايات:
الحكاية الأولى تبين ظلم محسن ومحاباته للسيد ضد الجزار.
والحكاية الثانية توضح الطبيعة المتوحشة لمحسن معيض.
والحكاية الثالثة محسن معيض يؤدب القبيلي بالضرب حتى الموت.
الحكاية 25: ذكاء القاضي السحولي، وفيها تأتي فكرة حليب الولد أثقل من حليب البنت، وكيف يعرف القاضي القاتل عن طريق حلم يراه.
الحكاية27: أمانة الحاج، متفقة وقعت المقصود بها حكاية حدثت. وهنا يتم الاستعانة بالمسفلة لمعرفة مكان المال. كأن هنا خطأ الحكاية بها الحاج محمد علي الكباري وبعد سطر يقال يا حاج محسن !!
الحكاية 28 : المكافح الناجح، تنتهي الحكاية بعبارة "أتاه هادم اللذات ومفرق الجماعات".
الحكاية 33: من الجاني، المهدي عبد الله يقتل الذي خنق العمالة....حكاية بوليسية.
الحكاية34: دروس، حكاية فيها موعظة
الحكاية 35: ابن الملك وصديقه، ابن التاجر المحب لابن الملك، وكيف ينقذ ابن الملك في كل مرة حتى يتحول لحجر، لكن ابن الملك ينقذه.
الكتاب رائع جدا لمن يفهم اللهجة التي كتب بها، وسيستمتع القارئ أكثر إذا قرأ حكايات ألف ليلة وليلة المعروفة.
اتمنى أن تبقى هذه النسخة بلغتها الأصلية، وتتوفر نسخة أخرى بعد إعادة كتابتها بالفصحى، ويوضح ذلك على الغلاف.
 

فصول من حكاية: جني تعرفه ولا أنسي ما تعرفه

 

قالت (1):
- أيش في؟
ردت (2):
- لا شيء جديد نفس القصة القديمة الجديدة...
عمي المحترم والمثقف والسفير والمناضل راح مع ابنه إلى بيت والدي ومن الحوش صاح وصرخ وزعق قائلا:
لازم نعترف أن الأرض ملكه وليست ملكنا....وأن بيتنا هو من بناه.
 
سكتت (2) ثم تابعت بضيق:
- طبعا لو شكينا لأحد يقولوا لك: هذا أمر عائلي ....شخصي عيب تتكلموا عنه ...وهذا عمكم. يعني في ثقافتنا
مقبول يكون عمك معتوه ويجننك كلما طلع الجني براسه
لكن إياك تحتج....كأننا نعيش فيلم رعب متكرر...
 
 *****
 
قالت لي:
مات ابي وأعمومي يشتوا نقسم حوشنا بيننا بالتساوي...
قلت لها:
تقصدي مات جدك !!!
- لا ...لا ...مات أبي
-طيب ليش هم يورثوا؟
- هكذا سلبطة ...بلطجة...قالوا أبي ظلمهم وشل حقهم.
- معاهم ورق ووثائق تثبت قولهم.
- لا ... معاهم بهرره...سلبطة...بلطجة...
 
******
 
قلت لصديقتي الجنية:
حكاياتكم الأسرية غريبة في عالم الجن...فعلا عَجّبتيني...
قالت:
ماذا سمعتي!... كما يقول المثل عندكم لم تري من الجمل إلا أذانه...
شوفي بين بيتنا وبيت عمي الصغير سور مرتفع بني زمان من قبل وفاة ابي رحمه الله...
ذات يوم صحونا والسور قد تم هدمه ...عمي وعياله ومجموعة من المسلحين كانوا يقفوا معه بتحدي وعيونهم تبرق شرا ...
ماهذا ؟
قال عمي الحنون أي اعتراض والله لا أرشكم بالرشاش !!!!!!
اتصلنا بالجن والعفاريت الجيران والأصدقاء ...
تخيلي حاولوا اقناعنا أن الحل الأفضل والأسلم هو الرضوخ لرغبة عمي المجنونة بأخذ لبنة ونص من مساحة أرضنا وبناء السور ...
هو يهدم ونحن نبني بعد أن يأخذ جزء من أرضنا...
بمنطق الجن هذا أعقل الحلول وما شاء الله كان ...
طبعا هذه مشيئتهم وليست مشيئه الله ...واكتشفنا أن عمنا الكبير الأكثر حنانا وعطفا من خارج البلاد ارسل فاكس يؤيد هذا العمل العظيم...
في عالم الجن الكل يسند القوي والأكثر جنانا ...
تعجبت كثيرا وقلت:
لا ...الحمد لله...عندنا في عالم الأنس لا يحدث مثل هذا الجنان ....
طيب وانتهت المشاكل على هكذا؟
قالت:
لا...لا ...هذك كانت مجرد مقدمة... الآن بيت عمي بعد أن أخذوا اللبنة والنص من أرضنا يطالبونا بخمس لبن ... قالوا نبري ذمة أبي الذي أخذ أرضهم...
قلت مستغربة: هل هي أرضهم فعلا؟
فضحكت صديقتي حتى وصلت ضحكتها لكل الكواكب الأخرى وطل سكان تلك الكواكب مستغربين وانتقلت لهم عدوى الضحك فضحكواحتى سالت الدموع من أعينهم أنهارا....
 
******
 
اشتقت لصديقتي الجنية فزرتها في بيتها، رأيت كتاب على الطاولة..
قالت لي:
لا تهتمي... ذلك الكتاب لا يستحق القراءة...
قلت لها :
لماذا؟
فقالت لي :
كتبه عمي صنع من نفسه بطلا ...
فهو مدني كان أستاذا وانتقل للعمل بالإذاعة...
لكن هناك مشكلة لم افهمها فهو يقول في إحدى الصفحات أنه اراد دخول الكلية الحربية لكنه لم يقبل ...
أبي دخلها وتخرج منها وهو ممن اسسوا ما سمي بتنظيم الضباط الأحرار...الذي اجتمعوا لأول مرة في بيتنا...
لكن عمي قال أنه هو من نظم وأسس هذا التنظيم وهو لم يكن عسكريا ...لكن حسب ما جاء في كتابه فهو احد المؤسسين للتنظيم العسكري الثوري وهو مدني ولازم نقتنع بهذا ...
وذكر أسماء الضباط الأحرار وحشر اسمه بينهم وكرر أن اللقاء الأول تم في منزله...
وهذا غير صحيح ...
ما علاقته بالأمر والتنظيم خاص بالضباط وهو سري !!!
لم يكتف عمي بمحاولات سرقة أرضنا ...
بل ألف كتاب ليسرق تاريخ أبي ...
كتب لي إهداء لم يكلف خاطرة حتى أن يكتب أمام اسمي ابنتي الغالية من باب المجاملة ...
قلمه لم يتمكن من ذلك...
ولا أدري لماذا أهداني الكتاب!!!
في هذا الكتاب يقول أنه باع أرضيته التي وزعت على موظفي الإذاعه...ونسي أنه طالما باع أرضيته ليدعم الثورة كما جاء في الكتاب فلماذا لا يعترف أن والدي منحه جزء من أرضيته هو ومنح عمي الصغير أيضا ...
لا يزال مصر أنها أرضيته...
عليه أن يغير الادعاء أو يسحب الكتاب ويغير ذلك السطر !!!!
فقلت لها: فعلا أخباركم كلها تدي الجنان ...
ابتسمت صديقتي وقالت لي : حياة الجن تختلف عن حياتكم يا عزيزتي فنحن خلق آخر ...
 
 

*****
غابت صديقتي الجنية لأيام ...اتصلت بها هاتفيا:
- أين أنتِ؟ أين اختفيتِ ؟
سمعت ضحكتها تجلجل:
- يا عزيزتي أنبش الذكريات وأقلب الأوراق والصور ...
تخيلي منذ وفاة أبي رحمه الله لا توجد صورة واحدة تجمعنا مع أيا من أعمامي !!!
جرت العادة يوم العيد الأهل يتصوروا مع أطفالهم...
واضح أنهم لم يعتبرونا جزء من العائلة ...
لكن الغريب ان تسمعي شكواهم أننا لا نزورهم للاطمئنان عليهم ...
سلامات يا قلبي ...
سلامات ...كل شيء عندهم بالمقلوب...
تأثرت وحاولت التخفيف عن صديقتي:
- لا تزعلي ...الحمد لله كبرتوا ولم تحتاجوهم...
- نعم الحمد لله لم نحتج أحد منهم ...لم نعرف أي مساعدة أو دعم منهم ...ولم نسلم من أذيتهم...عشنا مسلسل مرعب ...كل مرة يطلع الجنان الأصلي ويسبوا ابي الظالم ويطالبوا بإعادة توزيع الأرض...
هذه شكرا منهم لأبي ...
أبي وصى عمي الكبير ان يرعاني لو حدث له شيء...
وعمي يتفاخر وكتب هذا في كتابه العبقري ...
وينسى أنه لم يرعاني ولم يهتم بي ولم أسلم من أذيته ...
وغرس في عقل عياله وعيال عمي الصغير أنه وهب لنا الأرض...
وهم صدقوه رغم ما فيش دليل ...على المدعي البينة
لكن بح..بح
ما في بينة ولا دليل بس أذيه
سأدعو عليه وكل من يسيء لأبي منهم أن ينزع البركة من أعمارهم ويصيبهم بالقلق والتوتر والرعب الذي سببوه لنا ...
وتلعنهم الأجيال كما سولت لهم أنفسهم لعن ابي ...
قبحهم الله قبيحة ...
فعلا أتق شر من أحسنت إليه...
لأنه سيؤذي عيالك ...
قلت لك أحمدي الله انك من جنس الأنس ولا يوجد معك أهل جن مثل اللي معي.
******
 
زارتني صديقتي الجنية، ومع فنجان القهوة والكبانة أخذنا الحديث إلى مواضيع شتى...
قالت لي:
- عانيت من ألم في كتفي الأيسر ..ولأنه ازداد حدة قررت زيارة طبيب ...
هز رأسه وقال لي بسيطة لا تقلقي ...عادة لأن قميص النوم دون أكمام يحدث شيء مثل هذا بسبب البرد..
اعترضت لأن البرد اختار كتف واحدة غير ان بيجامتي مكممة...لها أكمام
ابتسم وكان يكتب ويكتب ...
مد يده بوصفة ملاها بأسماء الأدوية ...
استغربت وقلت هذه أدوية لي ؟
هز رأسه وتلك الابتسامة العجيبة لم تفارق وجهه: نعم.. نعم .
وضعت اصبعي على أحد الأدوية....بشكل عشوائي وأنا أحاول أن أمسك أعصابي:
ما هذا العلاج؟
أجابني بهدوء : علاج ضد الحموضة...
لكن أنا لا اشكو من الحموضة!!!!!!
فقال وهو لا يزال مبتسما: نعم ...نعم لكن هذا ، وأشار لاسم علاج آخر ، هذا العلاج يسبب الحموضة...
عندها قرح عرق الجن ...
فوقفت وأنا أقول بسخرية : أيش العلم الخطير علاج يدي حموضة وعلاج يبعد الحموضة هذا وأنا مابش عندي شي حسب كلامك ...
وسحبت ورقة الوصفة ومزقتها ...
اختفت ابتسامة الدكتور وغادرت وجهه تماما ...
وبينما كنت أحضر نفسي لهجوم قاس....
لكنني لم أستطع أن امسك نفسي، فانفجرت ضاحكة وكدت اختنق بالكبانة التي سدت حلقي، فقفزت صديقتي لمساعدتي ..
- سامحك الله، ضحكتيني... حتى الأطباء في عالمكم جن ...
 
 
*****
حكت لي صديقتي الجنية حكاية من حكايا الجن كعادتها، ونبدأ بالتعوذ من ابليس وجماعته...
قالت:
سأحدثك اليوم عما حصل لجارتنا صفية في احد الأيام ...
وبدأت تضحك!
- خير ، ما الذي يضحكك!!.. ضحكيني.
- حكت لي جارتنا ما حدث لها فقالت:
"ذات يوم وفي عز الظهيرة والشمس تلسع الظهور والرؤوس بأشعتها الساخنة كنت في طريقي للبيت بعد عدة مشاوير ، لم أصادف سيارة أجرة واقتربت مني سيارة يقودها شاب ظريف، وبدأ يطلق عبارات الغزل والاعجاب والحب والغرام ...
"نوصلكم؟"، الجميل فين رايح؟"، "يا أرض أحفظي ما عليك"..."سبحان من صور"...
أنا كنت فعلا ميتة من التعب، والعرق يتصبب مني وأكاد أختنق باللون الأسود للشرشف واللثام والخنة طبعا تغطي عيني... أوقف السيارة بجانبي...فتحت الباب وصعدت...
رأيت علامات السعادة تفيض من عينيه، رأيته يرقص حاجبيه..
وبدأ يسمعني كلمات غزل أكثر جرأة، تجاهلت كلامه وقلت له بهدؤ: كيف اختي حمودة؟ وتابعت ملامح وجهه في المرآة، رايت الدم يختفي من وجهه، لم يرد فتابعت: بارك الله فيك يا ابني ادركت ان امك صفية تاعبة من الشمس...هذا الساع الخطية تحت الشمس تعب...لم اسمع له نفس ...كتمت ضحكتي واستمريت أحاكيه عن علاقة الصداقة التي تجمعني بأمه حمودة وهو صامت وكأنه ابتلع لسانه...أوصلني للبيت فأوصيته ان يسلم على أمه حموده...وانطلق بالسيارة بسرعة الضوء..."
- يا إلهي...ماذا فعلت جارتك بالشاب الظريف...
-أعتقد انه تاب بعد توصيل جارتي صفية وتحول لشيخ جامع....
- أوف موتيني ضحك أنت وجارتك...

كتاب: بدايات إبراهيم الحمدي رحلة الصعود وقصة الطموح

 

فكرة الكتاب رائعة...
تتبع ما كتب حول موضوع معين ...
هنا اختار الكاتب الرئيس إبراهيم الحمدي...جمع ما كتب عنه، ولكن لم يركز على فترة حكمة بل الفترة التي سبقت ذلك حتى الوصول للسلطة...
هذا النوع من الكتابات التحليلية تجمع المعلومات وتقارن تلك المعلومات المتنوعة والمتناقضة وتحللها...
والباب مفتوح لكتابات أخرى تزيد وتضيف وتنتقد، لتغني الموضوع وكل هذا يصب لمصلحة القارئ المهتم...
 
الملفت للانتباه في فكر أهل السلطة والحكم منذ قيام الثورة أنها لا تختلف كثيرا عما سبق خاصة في موضوع حرية الفكر والسماح بوجود أحزاب مثلا:
"فلما حلت الذكرى السابعة على إنشاء لواء الاحتياط، وقد صار أول قائد له رئيسا، ذهب الحمدي يحتفل بالمناسبة يوم 29 أغسطس 1974، وقدم توصيفا خاصا ببعض أطراف احداث أغسطس 1968م بأنها قوى حزبية ذات أفكار مستوردة تتعارض والعقيدة الإسلامية، وأنهم أرادوا إخضاع الشعب ببحر من الدماء، معتبرا ذلك الباعث الرئيس على نشوء هذا اللواء بقيادته".
والغريب أن الدستور أيضا ينص على تحريم الحزبية. بدل من تنظيمها ووضع قوانين لمنع التجاوزات.
وفي الحديث عن حركة التصحيح والنقاط التي تضمنتها ، يتساءل القارئ كم تحقق من تلك النقاط؟ 
 
وجاءت مسألة عقد الاجتماعات الرسمية بمنزل رئيس الأركان أو غيره من المسؤولين، وهي عادة غريبة لأن تلك الاجتماعات هي في العادة جلسات قات وليست اجتماعات رسمية، والأجدى أن تتم في المكاتب ...
يبدو جليا تلك الرغبة بالتفرد بالحكم عند كل من يحكم ، وتسمية مجلس للجمهورية أو للقيادة سرعان ما يتم تجاوزها لصالح الحكم الفردي، والتفرد بالرأي ورفض أي رأي مخالف...
وكأن العمل الجماعي مهارة يفتقر لها الجميع.
التركيز في الكتاب كان في الغالب على العلاقة بين المسوري والحمدي ومحمد الإرياني:
"زاد على ذلك أن بدأ سريعا الرئيس الحمدي جولة تصفية أعوانه وأركان الانقلاب أو الحركة التصحيحية، الذين ظنوه مطية سهلة يمكن التخلص منه، من المشايخ والساسة والعسكرين"
 
ومن الأمور العجيبة فعلا هو مواقف الشيوخ الذي لايجدوا غضاضة بأن من يحكم اليمن يجب أن ترضى عنه دول الجوار، وليس المقياس ما سيقدم للبلاد وما يملك من رؤى...
 
مقتطفات من الفصل الأخير للكتاب:
"طبعت صورة ذهنية، ارتقت به إلى مصاف الأبطال المنقذين، والغرض النكاية بالعهود اللاحقة. وليس تخليد الذكرى"
"الحاكم يفضل العمل برجال من صنعه، ربما يعمل بمطبخ الحاكم السابق إلى حين حتى يتمكن، وهنا لابد من التغيير فهو لا يحب من له فضل عليه، ويحب من يغرقه هو بفضله، وحتى هذا يكون إلى حين"
"والحقيقة هنا أن لا صداقة في السلطة، كما في السياسة، ولا دوام في الحياة"
"" وامتطى الحركة التعاونية التي قدر رجالها الأوائل أن وجود شخص بموقع السلطة سيشكل دعما كبيرا لنشاطها الجماهيري فجير هو المشاريع التعاونية لخدمة غايته. على غرار ما سخر علاقاته الشخصية بمسؤولي الإعلام لتلميع صورته من وقت مبكر، داخليا وخارجيا"
"لقد بدأ منسجما مع الجميع، وتعجل أن ينتهي مصطدما بالجميع"
ميزة الكتاب تنوع المصادر والمراجع من وثائق وتقارير وبرقيات دبلوماسية، إلى مقالات ومقابلات على الصحف والمجلات، وكتب أغلبها مذكرات وسير ذاتية ، كما استعان بأفلام وثائقية وكتب وثائقية.
هذا النوع من الكتابات في الغالب تكون صادمة لأن هناك من لايتقبل الحقائق التي تخالف ما يظن أنه الحقيقية.
خاصة وأن الكتابات التي تتناول القادة والزعماء تصورهم أبطال لا يشق لهم غبار ولا تتطرق بأي شكل لأي خطأ أو جانب سلبي من شخصياتهم...
لكن هذا النوع من الكتابات يشبه إلى حد ما ما قام به عبد الله البردوني في كتابة الناقد اليمن الجمهوري والذي أثار غضب من يفضلون كتابة التاريخ كما يرغبون.