ضرورة تغيير الخطاب الديني

هناك من يطالب بضرورة تغيير الخطاب الديني ...أو اصلاح الخطاب الديني ..
وهناك من يرفض هذا وبشدة ويعتبر أن ذلك مؤامرة على الاسلام وعلى الدين...
لقد سمعت الدكتور عمر عبد الكافي في أحد خطب الجمعة وهو يستهجن ويسخر ممن يطالب بتغيير الخطاب الديني، ويقول ماذا نغير؟
هل نجعل الصلوات 3 صلوات في اليوم مثلا؟ 
أم نغير شهر الصيام من رمضان لشهر آخر؟ 
ويستمر بهذا الأسلوب ينتقد ويفند دعاوي من يطالب بضرورة تغيير الخطاب الديني...
ومع احترامي الشديد للدكتور عمر وغيره ممن يشعرون بالغيرة على الدين، إلا أنني افهم أن تغيير الخطاب الديني ليس أمرا سيئا ولا مؤامرة...
فنحن نعاني اشد المعاناة ممن يعتلي المنابر للسب والشتم ...
نعاني ممن يسخر من معتقدات الآخرين ويسفه من اراؤهم...
نعاني ممن يرى الآخر المختلف عدو بالضرورة...
نعاني ممن يتشدد بشكل يخالف روح الدين فيجعل أغلب ما أحله الله حرام...
نعاني ممن يتشدد ويضيق على الناس حياتهم...
وتغيير الخطاب الديني كما أفهمه هو تغيير اسلوب من يتحدث باسم الدين.
من يتولى الخطاب الديني ، ويعتلي منابر الجمعة أو يظهر على البرامج التلفزيزنية ويعلن فتاوي دينيه، عليه أن يلتزم باخلاقيات هذا الدين...
أن يعرف أن ديننا هو دين الرحمة لا دين القسوة والغلظة...
ديننا يعترف بالاخر المخالف طالما وهو مسالم لايؤذي المسلمين...
ديننا دين رحمة للعالمين وليس للمسلمين فحسب. 
ديننا هو دين العمل والانتاج والعلم وحسن الخلافة على الارض وليس دين التواكل والانسحاب من عمارة الأرض...
ديننا هو دين يشجع على اكتشاف مافي الكون من معجزات كما يأمرنا الله سبحانه وتعالى في أغلب آيات القران الكريم ...
فنحن مع تغيير الخطاب الديني ليكون خطاب واعي يتناسب مع معطيات العصر وحاجات البشر وتنفيذ لأوامر الله سبحانة وتعالى التي يكتفي المسلمون بالمرور عليها مرور الكرام أثناء تلاوة القرآن...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل