الإعلانات وازمة الأخلاق

لفت انتباهي اعلان من الواضح جدا أنه كاذب ...
وجعلني افكر في كل تلك الإعلانات الكاذبة ...
ذلك الإعلان الذي يقدم لك مواد غذائية ويقول انها لا تحتوي على كوليسترول 
أو اعلان آخر يقدمه  من يلبس معطف طبيب أومختص التغذية ينصحونك بشراء سلع معينة يقولون أنها صحية وتحتوي على الفيتامينات والمواد الغذائية التي يحتاجها جسمك ... 
اعلان يقنعك ان ذلك الشامبو سيحل كل مشاكل شعرك ...
أعلان يريد أن يقنعك أنك لو اشتريت تلك السلعة سيحدث لك كذا وكذا 
أي وقاحة يتمتع بها المعلن ووسيلة الاعلام الي تسمح بتقديم هكذا إعلان...
هل يعني هذا أن الاعلانات لا تلتزم بأية ضوابط أخلاقية ومن حق المعلن أن يكذب كما يشاء؟ 

يقول محمد عبد الرؤوف القيسي في بحث تحت عنوان اخلاقيات الإعلان التجاري: 
"الإعلام يسهل بشكل واضح في التأثير على المنظومة القيمية والأخلاقية والثقافية للمجتمع، لما فيه من إيحاءات وإيماءات وما يختزله في ثناياه من أفكار وتوجهات وقيم ومبادئ الجهة المعلنة، ذلك أن المعلن  يقوم بدور فاعل في عملية التفاعل الاجتماعي بحيث يصبح مسيرا وموجها لكثير من سلوكيات الأفراد."
 نعم الإعلانات تؤثر بشكل واضح على قيم وأخلاق الناس، فلا يقتصر دور الإعلان فقط الترويج لسلعة ما...
لقد تعدى الأمر ذلك واصبح للإعلان أهداف سياسية وثقافية تفرض ثقافات استهلاكية معينة...
الإعلام له دور ثقافي وتعليمي لكنه تخلى عن دوره تماما ... 
المفروض طبعا وجود اتفاقيات تضبط وتقونن الإعلانات على وسائل الإعلام لكن دورها يبدو ضعيف جدا كما نشاهد ونرى...
هناك اعلانات توعد الناس بالثراء والغناء وتستغل حاجتهم وفقرهم وتزين لهم وعود براقه بالحصول على كل مايتمنونه لمجرد ارسال رسالة على الهاتف ...
هل يشعر من يخدع الناس بتلك الإعلانات بالمسئولية الاجتماعية تجاه المتلقي.
المتلقي يفترض حسن نوايا ونزاهة المعلن...
هو لا يعلم أنه يتم خداعه واستغلاله..

مشكلة الإعلانات أنها:
  1.  تركز على المشاعر العاطفية  والحسية للمستهلك بطرق موجهه ومقصودة... 
  2.  تخلق رغبات واحتياجات جديدة ...
  3. تجعل الناس يستمرون في شراء سلع لا يحتاجون لها فعلا...
  4. تنتج عالم خيالي أو يوتوبيا تتنافى مع الواقع المحافظ العربي ...
  5. تساهم في رسم صور نمطية تحط من قدر بعض فئات المجتمع مثل النساء وكبار السن...
  6. تستخدم لعة متدنية المستوى موضوعا واسلوبا وللأسف يتبناها من يتلقى الإعلان...
  7. تحمل مضامين ثقافية  تغرس فكر مضاد لجوهر التطور...
  8. تكرار الإعلان وتواجده المستمر أمام المتلقي يحد من حرية الأخير في اختيارالسلعة  التي يريدها والتي يحتاجها فعلا ويبعده تماما عن السلع الجيدة التي لم تلق حظها من الاعلان...
  9. استخدام لغة ركيكة وسوقية احيانا ...
  10. استخدام ايحاءات جنسية ومثيرة والفاظ مثيرة للغرائز تتنافى مع الذوق العام للمجتمع...
  11. استخدام جسد المرأة للترويج للملابس الداخلية واضهار جوانب حساسة من جسد المرأة لغايات اغرائية بحته...
  12. تساهم الإعلانات في تكوين عادات شرائية لا داعي لها تؤدي لارهاق ميزانية الأسرة وميزانية الدولة وتحويل الناس والبلد لمستهلكين لا منتجين...
  13. الترويج لفنون السحر والشعوذة والتلاعب والحيل ...
  14. تغليب القيم الغربية وطمس القيم العربية...

وبالتالي فان الاعلام من صحف وتلفزيون وغيرها تساهم في خداع الناس بدلا من تقديم الحقيقة والمعلومة الصحيحة...أي تساهم في تدني وعي الناس بدلا من رفع مستواهم الثقافي..

مراجعة لكتاب لن تتكلم لغتي لعبد الفتاح كليطو

الكاتب يعيد اكتشاف الأدب العربي وموضعه ين الآداب الأخرى...
يحاول الكاتب استنطاق النصوص القديمة ليعقد مقارنات بين الشعر والأدب والفلسفة العربية ويقارنها بالغربية ...

امتاز الأدب العربي بالأفضلية وبغرور اصحابه وشعورهم بعدم الحاجة لآراء وأفكار الغير ، فصعبوا الترجمة...
وبقي الأدب العربي أدب عظيم محاط بأسوار منعته لقرون من الاختلاط الشامل بغيره...

الكتاب عبارة عن مقالات منفصلة، متصلة يربطها موضوع اللغة...

في الكتاب نقد للذات...
الكاتب لا يفرض رايه على القارئ ، بل يقلب الموضوع من عدة جوانب ويترك القارئ في حيرة وتساؤل...
الكتاب عبارة عن سباحة جمالية في التراث يجمع بين السلاسة والعمق...
يعتبر كيليطو من أهم النقاد العرب في ميدان التحليل البنيوي، حصل على الدكتوراة من جامعة السوربون الجديدة عام 1982 ، وكانت الرسالة للدكتوراه حول موضوع السرد والأنساق الثقافية في مقامات الهمداني والحريري...

شعرت أن رواية د. أحمد العمري "شيفرة بلال" ، مكتوبة بلغة مهيئة للترجمة أو لتتحول لفيلم سينمائي ...
بالنسبة للجاحظ الذي يرى صعوبة نقل الشعر للغة اخرى لأنه يفقد معناه ، نعم أتفق معه في هذه النقطة ...
لكن الجاحظ يرى  أن فضيلة الشعر مقصورة على العرب وعلى من تكلم بلسان العرب وهذا الرأي غير صحيح لأن لكل أمة شعراء 

يستخف الجاحظ بخالد يزيد بن معاوية الذي قام بالترجمةللعربية ويتساءل الجاحظ ومتى كان خالد مثل افلاطون؟ 
ويعتبر الجاحظ أن من يترجم الفلسفة لا بد أن يعرف الفلسفة ويعتقد بعدم إحاطة المترجمين إلى العربية بالفلسفة وعدم تحكمهم باللسانين اليوناني والعربي...
وهذه نقطة جديرة بالاهتمام ، فالمترجم يجب أن يتقن اللغتين فعلا وأن يكون له معرفة بالعلم الذي يترجمه حتى لا ينقل المفهوم العلمي بشكل مغلوط.
ويتناقض الجاحظ مع نفسه عندما يقول أن الشعر مقتصر على اللسان العربي ...وفي كتابه البيان والتبيين وكتاب الحيوان يذكر ديسيموس فيقول : 
قال له قائل : مابال ديسموس يعلم الناس الشعر ولا يستطيع قوله؟
قال: مثله مثل المسن الذي يشحذ ولا يقطع....

كما يتناقض مع قوله عندما يقول كلام مخالف لكلامه السابق عن الترجمة ، فيرى أن الترجمة لكتب الهند وحكم اليونانية وآداب الفرس زادتها حسنا ، ولم ينتقص منها شيئا...

وعندما يصف الصفار الثقافة الأوروبية  بأنها ثقافة غير خالصة ، فقد جانبه الصواب ، لأن كل الحضارات ليست خالصة.
أجمل ما في الكتاب أن كيليطو يستنطق النصوص القديمة بذكاء وظرف... 
 

 

رواية كل الأشياء لبثينة العيسى

كل الأشياء
رواية كل الأشياء شدتني بعنوانها الغريب
وصورة الغلاف العجيبة ايضا
العنوان ينبغي أن يكون كل الآلآم ...كل الأحزان ...كل القهر 

الرواية تناقش عدد من المواضيع لهذا حملت عنوان كل الأشياء
شعرت أنها مستني ...مست مشاعر واحباطات وأحزان أشعر بها
بطل الرواية يمثل القهر والاحباط اذي أصاب شريحة كبيرة من الشباب العرب بعد الربيع العربي فتبخرت الآحلام
هناك الأب وسلطة النظام
استحالة التغيير في بلدان تحكمها سلطات متحكمة بكل شيء
الفساد هو سيد الموقف
التمييز المجتمعي بين المواطنين في نفس البلد
الوطن الذي يتحول لسجن كبير
اللوحة على حائط نايف والتي اصبحت صورة للغلاف ربما تشير لتحول الأبطال لمجرد اسماء وصور لا مكان لهم في الواقع
السجن الذي تهدر فيه كرامة الإنسان
ذاكرة البطل حافلة بالهزائم والاحباطات وعلم بلا افق ولا مستقبل
الهروب من الوطن للخارج هو هروب من مواجهة الذات والواقع المرعب
رواية كل الأشياء هي رواية عن الحب الذي لا تكتب له الحياة
عن وطن يفرق بين مواطنية
عن العلأقة غير السوية بين الأب والأبن
عن الأحلام الضائعة
عن السجن وتحول الوطن لسجن
عن االأم الطيبة المسالمة وهي الوجه الآخر للوطن
عن تكرار واستمرا الحياة بنفس المسميات جيل وراء جيل يحمل نفس الأسماء ونفس الأحلام
المثقف العربي الذي يعارض لمجرد المعارضة لكنه لا يسعى للإصلاح الحقيقي
مجتمع يحدد اسم الشخص فيه مصيره وليس علمه ولا عمله
وهناك اشارة لمقبرة السنة التي تواجه المقبرة الجعفرية
الرواية عمل يصور القهر اذي يعيشه المواطن الطرزان
المردم
الذي يقع في المتاعب





من يملك الحقيقة

تلك الحكاية الرمزية 
عن الفيل والعميان الأربعة...
تفترض الحكاية أن  أربعة من العميان يعيشون في بلد لا يعرف الفيلة...
ذات يوم يتعرفون على فيل لأول مره...
كل واحد منهم يسمح له أن يمسك جزء من الفيل فيظن ان ما مسكه هو الفيل...
أمسك أحدهم بخرطوم الفيل ...
والثاني تحسس بطن الفيل...
والثالث أمسك ذيل الفيل...
بينما الرابع أمسك الأطراف الأربعة للفيل... 
كل واحد منهم ظن أن ما أمسك به هو الفيل الذي سمع عنه...
الحكاية تحاول تبسيط فكرة أن لا أحد يحتكر الحقيقة...
لا أحد يملك الحقيقة..
فكل منا يعرف جزء من الحقيقة وليس من حق أحد أن يدعي أنه هو وحده على حق...
كما أن الحوار والنقاش والسماح للآخر بعرض وجهة نظرة يجعلنا نعرف اكثر ونقترب أكثر من الصورة الكاملة للحقيقة...
 وبالتالي فكل منا يمتلك جزء من الحقيقة...
وتزداد معرفتنا كلما استمعنا للمصادر الموثوقة للمعرفة..

في ذكرى مولد نيلسون مانديلا

نلسون مانديلا هو الوحيد الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوته...
دخل محمد مكة فاتحا منتصرا...
كان الناس في رعب يتوقعون الانتقام ...
لقد آذوه
حاصرو
عذبوا أتباعه
تآمروا لقتله
سبوه وشتموه واتهموه بشتى التهم
حاربوه وقاتلوه...
فانتصر عليهم
ماذا انت فاعل بنا؟
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لأول مره في تاريخ الإنسانية المنتصر ...الفاتح لا ينتقم
لا يغتصب
لا يقتل
لا يحرق المدينة
لا يعقد المحاكمات
أتباع النبي عليه الصلاة والسلام لم يفهموا عمق دينهم ...
لم يستوعبوا سمو الرسالة
فانحرفوا عن الطريق المستقيم
رغم أنهم يدعون الله في كل صلاة أن يهديهم الصراط المستقيم ...
حتى جاء مانديلا ...
وسار على نهج محمد
دين الله الحق ليس دين انتقام وقتل وثارات
ليس دين قاصر على الطقوس والعبادات
هو دين علم وعمل وتطبيق على أرض الواقع ...
دين جاء ليتمم مكارم الأخلاق لا ليرسل الناس إلى الجنة على أشلاء الضحايا ...
دين يقول إن الله خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا لا ليتقاتلوا ويظلم بعضهم بعضا ...
المعتدي يتم التصدي له والظالم يكف عن ظلمه بالقوة لكن دون فجور في الخصومات وتوارث العداوات التاريخية ومعاقبة من لا علاقة له بالأمر ...
والدين واضح ولا تزر وازرة وزر أخرى ...

يوم 18 يوليو هو ذكرى ميلاد نلسون مانديلا ...

الكنز المقدس

قرأت في الواتس أب منشور يتم تداوله عن أم كانت تتسول ...
فيسألها شخص يعرفها ويستنكر أحوالها عن أبنها...
فتجيب بأن أبنها سافر ويرسل لها كل فترة صورة أو بطاقة فتقوم بضمها وتقبيلها وشمها ثم تعليقها بدبوس على الحائط لتذكرها بأبنها الغائب...
فيطلب منها ذلك الشخص أن تريه تلك البطائق التي يرسلها الأبن ...
لكن ذلك الرجل يتفاجأ بأن تلك البطاقات التي تعلقهن الأم على الحائط هي حوالات مالية..
وسواء أكانت القصة حدثت فعلا أم أنها من خيال أحدهم أو أحدهن...
فقد ذكرتني بحال العرب...
نعم بحال العرب المسلمين...
حال العرب مع القرآن  أو الإسلام بصفة عامة...
لقد تعامل العرب مع الدين كما تعاملت تلك الأم الطيبة والتي تحب أبنها مع تلك الحوالات المالية التي لم تستفد منها ...
ولم تعلم أنها لا تحتاج للتسول...
وعاشت فقيرة تتسول الناس ...
نعم لقد حول العرب دينهم لرموز وهوية لا علاقة لها بالواقع المعاش...
يعيشون في غربة ثقافية...
يتسولون في كل مجالات الحياة ...
ويجهلون حقيقة ما يملكون...
ويرفضون أن يلتفون حول من يريد فهم أهمية ما يملكون ...
فهناك حراس يمنعون الجميع من الاقتراب من ذلك الكنز المقدس ...

المرأة في القرآن

القصص القرآني يتحفنا بنموذج رائع للمرأة...

ملكة سبأ ...

ملكة سبأ التي تملك وتحكم، ولا تخلو من الحكمة والاستنارة مع كونها امرأة!
نعم جاء هذا لقوم وفي زمن لا تزال النظرة للمرأة أنها مجرد متاع وتابع للرجل والبعض يدفنها حية... 
وحديث القرآن عن ملكة سبأ  يوضح حصافتها...
فهي تقول للملأ من قومها حين جاءتها رسالة النبي سليمان عليه السلام:

(قالت يا ايها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم)
 ثم استشارتهم:

( قالت يا أيها الملأ افتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتى تشهدون)
 تقرأالرسالة وتطلب المشورة..
فهي ليست ملكة مستبدة برايها تفرض ماتراه هي فقط...
وهذا مثال عجيب للحكم...
ولكن الرجال أهل الشورى يفوضونها في التصرف...
يفوضونها وهم يقولون لها اعترافا بحنكتها:
 (نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين)
 فهي عرضت عليهم اقتراحا بإرسال هدية والانتظار لما تسفر عنه تلك البعثة الودية...فضلت جس النبض أولا...
وهم يذكرونها بأنهم أقوياء واصحاب باس لو ارادت الحرب لكن طاعة لها ولقناعتهم بحكمتها فهم يمتثلون لما قالت...
مما يدل على استحقاقها للملك ، وربما لو كان رجل في مكانها لأخذته الحمية وأشعل حربا بلا داع، وربما أضاع ملكه وشعبه...

القرآن الكريم لم ينكر وجودها ملكة ، وإنما أنكر سجودهم للشمس...
لقد صورها القرآن بصورة الملكة الحكيمة ...التي قادت شعبها للإيمان...
 
ثم أوضح في نهاية القصة أن الملكة استجابت للحق وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين...
 والعجيب أن هناك من ينظر لقصة ملكة سبأ من منظاره الخاص الذي فيه التعصب ضد المرأة واحتقارها فيرى أن القرآن ذم ملكة سبأ لأنها امرأة وقال أنها من قوم كافرين... وهذا تفسير عجيب لأن فرعون كان كافر وطاغية وادعى الألوهية ...
فهل في رأيهم ما قاله القرآن على فرعون هو سبة لكل رجل وتعني أن الرجال لا يسستحقون الملك والحكم؟!


 

هل هناك فعلا مساواة بين المرأة والرجل في الإسلام؟


تؤكد الشريعة الإسلامية المساواة بين المرأة والرجل في جميع التكاليف والأعباء الدينية في العبادات والقواعد الأساسية للدين:

كالشهادة ...

وإقامة الصلاة...

وإيتاءالزكاة...

وصوم رمضان...

وحج البيت من استطاع إليه سبيلا...
 
إذا بكل بساطة نحن نجد المساواة بين المرأة والرجل في كافة  مظاهر العبودية لله تعالى والإمتثال لإوامره...

وليس هناك مفاضلة بينهما كما في قوله تعالى:

•«يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم».
مرة أخرى نفهم من الآية الكريمة أن المرأة مساوية للرجل في الإنسانية حيث يتمتعان بفطرة واحدة وسجية واحدة...
وبالتالي للمرأة والرجل قدرات عقلية وفكرية متقاربة ومتشابهه....
ونفهم أيضا أن كل من الرجل والمرأة يكافئان على أعمالهما وسلوكهما وأقوالهما خيرا أو شرا دون تفريق على اساس الجنس... 


وبكل تأكيد ليس هناك تفاوت بين المرأة والرجل من ناحية المستوى الإنساني في الإسلام...

ولا تفضيل لأحد على الآخر إنطلاقا من امتيازات مادية، بل قد تكون المرأة المؤمنة أفضل من كثير من الرجال نتيجة لإعمالها...
تتوزع الأدوار والوظائف والمستويات على الرجال والنساء في المجتمع حسب رؤية الإسلام للإنسان والحياة...
وظيفة الإنسان في المجتمع الإسلامي والإنساني تختلف باختلاف الحالات والقدرات المتوفرة لدى الإنسان...
لذا عندما طلبت الصحابية من النبي عليه الصلاة والسلام أن يدعو لها لتكون في الجيش الذي سيعبر البحر لم يقل لها انت امرأة وليس هذا من عملك!لكنه دعا لها بأن يحقق الله لها ماتحلم به.
  
لكن هناك بعض الأحكام التي تنفرد بها المرأة جراء بنيتها الجسدية وحالتها الأنثوية ...

لكن البعض فهم أن تلك الأحكام التي تتناسب مع البناء الروحي والجسدي للمراة  أن فيها انتقاصا وحطا من مكانة المرأة ودورها الاجتماعي ...مثل أحكام:

•القوامة

•الإرث..

•الشهادة

•الولاية.
اختلفت القراءات العربية والإسلامية لتلك الأحكام وتفسيرها...وكانت الاختلافات بسبب اختلاف الرؤى والتصورات لكل من تعرض لتلك القضايا
وكذلك اختلاف البيئة والظروف المحيطة به...
وبكل تأكيد يمكن إعادة النظر في كل ذلك بسبب مستجدات الظروف والأوضاع التي تخلق عناوين جديدة لبعض الموضوعات التي لها تأثير على تحديد الحكم الشرعي تجاهلها...
ولا بد من الانفتاح على تطورات الفكر البشري وتقدم الحركة الحقوقية الإنسانية عالميا لإيجاد تواصل معرفي وتفاعل حضاري نستفيد عبره من تجارب الآخرين للحفاظ على ثوابت الدين واصوله... 

نؤمن أن قضايا الإنسان في جوهرها متماثلة في جميع العصور ...
الاختلاف يكون عادة على مستوى الشكل وطريقة التعبير ...
ما يختلف في قضايا الإنسان الجوهرية من عصر لآخر هو درجة الوعي بها وليس جوهرها ذاته...  
 
وكما تقول الباحثة الدكتورة "أمل هندي الخزعلي" في بحث لها بعنوان:
 « حقوق المرأة في الإسلام: قراءات معاصرة « – تقول:
"نحتاج أن نتعامل مع النصوص الإسلامية الخاصة بالمرأة بصورة نحتفظ بها من جهة بتاريخنا ونرتفع بدرجة وعينا بمضامينها وآفاق التفكير التي تسمح بها إلى مستوى مشاغلنا الراهنة من جهة أخرى...."

  لقد عظم الإسلام من شأن المرأة...وارتفع بقدرها...ووضعها موضع التكريم
وتكفل لها بحفظ الحياة
والحرية والتمتع بكامل الأهلية
وأداء الوظائف التي تضمن لها العيش الكريم...
    لقد حرر القرآن الكريم شخصية المرأة من كونها مخلوقة هامشية ضعيفة في المنزلة قياسا بالرجل...
وحررها من عقدة الخطيئة الأولى التي ترتب عليها إخراج آدم من الجنة ، فالشيطان هو الذي وسوس لآدم ( فعصى ربه فغوى)...
كل هذه هي حقوق متقدمة بشكل واضح مقارنة بوضع المرأة في الأديان والعقائد الأخرى...وبوضعها في الجاهلية والحضارات الأخرى الشرقية والغربية...  
وهذا الكلام يتناقض مع وضع المراة في البلاد العربية والاسلامية لأن ماكفله لها الإسلام منعه الفقه وأقوال الفقهاء والشيوخ سواء بقصر فهمهم أو بمبدأ درء المفاسد ...
فضاعت حقوق المراة المسلمة وظن الكثيرون أن الإسلام هو من أضاع حقوق المرأة...
ومن يريد تصحيح الأوضاع وأعادة الأحكام الإسلامية للوجود يواجه عاصفة من الاتهامات أن لم يتم تكفيره...
وهذه معضلة كبيرة ... 

رواية موسم الهجرة إلى الشمال

رواية الطيب صالح: موسم الهجرة إلى الشمال هي من اشهر الروايات العربية ، وقد سمعت عنها الكثير.
عندما قرأتها أخيرا شدتني الرواية من الصفحة الاولى.

تبدأ الرواية بالحديث عند العودة إلى الوطن، وحكايات العودة للوطن يعرفها جيدا كل من غادر بلده وهزه الحنين لوطنه.
فمهما كانت المغريات هناك فيبقى الحنين للوطن لا يفارق الخيال.
هناك الكثير من التحليلات التي حظيت بها الرواية...
هناك تحليلات متناقضة...

وهناك من لم يعجبه اقحام الجنس في الرواية...
لكن هذا لم يمنع تصنيف الرواية بين افضل مئة رواية في القرن العشرين...
يكثر الرمز في الرواية ...
النهر يتجه للشمال
الشمال يمثل الغرب...

السرد في الرواية اعتمد على التنقل من الخاتمة للبداية للوسط إلى البداية مجددا...
لغة الرواية جميلة غنية بمفردات قوية
الرواية تتحدث عن التقاء الشمال والجنوب في شخص واحد ...شخص مصطفى سعيد
اعتمد الكاتب على الوصف الدقيق لبعض الأماكن في الريف السوداني...ركز على الرائحة والمناظر وبعض عادات الناس في ريف السودان...

احداث الرواية تمت في مرحلة العشرينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي...
هناك مقارنة لصورة المرأة الغربية والمرأة السودانية في الرواية...
خاتمة الرواية غامضة وتترك لخيال القارئ تحديد مصير الراوي ...
تعتبر الرواية من افضل الروايات التي سجلت الصراع الحضاري بين الشرق والغرب...
تكشف الرواية أكذوبة الصراع الحضاري بين الشرق والغرب وأكذوبة الانتقام من الغرب والتغلب عليه...
الجنس في الرواية هو أداة للأنتقام...

الرواية هي سرد لحكاية جيل كامل من المثقفين العرب الغاضبين الذين حاولوا مواجهة الاستعمار الغربي...

تكشف الرواية صور من الفساد الذي ينخر المجتمعات العربية حتى اليوم: الفساد، المحسوبية، النفاق، غياب العدالة، الظلم، سرقة قوت المواطن والفلاح المغلوب على أمره...