رواية أفراح القبة - نجيب محفوظ:

 


هل يكفي اسم الروائي ليكون العمل رائعا؟
الرواية قصيرة لكنها غنية بالمعاني، يفسرها القارئ كيف يشاء ...
 
الرواية مكونة من أربعة فصول: في كل فصل نسمع صوت أحد الشخصيات الرئيسية...أي رواية متعددة الأصوات ...نسمع الحكاية من أربع وجهات نظر مختلفة، كل شخصية تحكي الحكاية من وجهة نظرها...
ولأن كل شخص في الحياة يرى ويحكي ويفهم من زاوية مختلفة لهذا سنسمع الحكاية من زوايا مختلفة...
 
الفصل الأول الذي يحمل اسم الشخصية الأولى طارق رمضان وهو ممثل في المسرح سيلعب دور البطولة في مسرحية تحمل عنوان أفراح القبة...يؤكد الممثل أن مؤلف المسرحية عباس يحكي في المسرحية حكاية حقيقية ويعترف بجريمة قتل زوجته ...ونفهم أن المسرحية تكشف أحداث حقيقية وشخصياتها هم من العاملين في المسرح.
إذا الرواية عن مسرحية، ومؤلف المسرحية كتب الواقع، ما حدث كما حدث، ويختفي.
لا تكتمل الصورة أمام القارئ إلا بعد قراءة الفصل الرابع ، وهو الجزء الأجمل حيث يعرف القارئ لماذا كتب عباس المسرحية.
أسلوب السرد في الرواية رائع ومدهش....الكاتب لا يصف ...لا يشرح لا يقول إلا قليلا ...يترك فراغات كثيرة لخيال القارئ ...
 
عند الانتهاء من الرواية وجدتني استعيد أحداثها ومواقف الشخصيات ...الحياة مسرحية حقا وكل منا يلعب دوره فيها، لكل منا قناعاته ومفاهيمة التي تتبلور حسب البيئة التي ننشأ فيها...وهناك حواجز كبيرة بيننا وبين أقرب الناس لنا تسبب كوارث في حياتنا.
الحب والكراهية والخيانة والغدر والطيبة وحتى سوء الفهم وسوء الظن كلها تلعب دور كبير في علاقات الناس ...
الرواية مدهشة ...أحد إبداعات صاحب جائزة نوبل ...كتبها نجيب محفوظ في ثمانينيات القرن الماضي .
رواية تستحق القراءة...والتوقف عندها قليلا.
 
اقتباسات من الرواية:
" حرارة المقت أقوى من موقد الفرن"
"إن الخير ينتصر إذا وجد من ينصره"
الحب أقوى من الشر نفسه"
"منذا يدلني على معنى الحظ"

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيلم Alpha

الصمت عار

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل