المشاركات

لم أخرج من ليلي لآني إرنو:

صورة
  كتاب مؤلم ومحزن وصادم.. أسلوب مختلف في الكتابة ... يوميات مختصرة ... ما يميز كتابات آني إرنو هو الدخول مباشرة للموضوع دون الحاجة للمقدمات... هذا الكتاب الثاني عن أمها...بعد كتاب امرأة لكن في هذه المرة تعود للمذكرات أو اليوميات التي كتبتها أثناء فترة وجود أمها في دار المسنين... فتكتب آني إرنو عن التحولات التي تحدث لأمها من يوم دخولها دار المسنين ... لكنها لا تكتب تفاصيل كثيرة ...بل كلام مختصر... تضع تاريخ واسم اليوم وأسطر قليلة ... قليل من الكلمات لزيارة تتم أحيانا مرة في الشهر أو أكثر من مرة ... العنوان هو العبارة الأخيرة التي كتبتها الأم: لم أخرج من ليلي... "إنها أمي ...ولم تعد أمي" ترصد التدهور الذي يصيب الأم ... "أعطيها قطعة بريوش باللوز، إنها عاجزة عن أن تأكلها وحدها، شفتاها ترضعان الفراغ. في تلك اللحظة أود لو تموت ، أود ألا تكون في هذا التحلل" الإحساس الذي ينتابها أنها هي أمها.. جسد أمها هو جسدها...ورفضها أن تكون هذه حال أمها... "ملامحها هي ملامحي" كل تصرف من أمها يذكرها بنفسها...بطفولتها... "إنها تطيعني بخوف" تصوير مؤلم ومحزن... "عن

هل نحن وحدنا في الكون؟

صورة
  في العام 1772 حصلت جنيف على أول مرصد فلكي، أصبح لاحقا تابع لقسم الفلك بجامعة جنيف.  وبمناسبة مرور 250 عام على تأسيس المرصد، تقوم الجامعة بمعرض يشمل عدة أنشطة تعريفية للجمهور للنقاش حول السؤال الهام:  هل نحن وحدنا في الكون؟ مع اكتشاف كواكب صغيرة معتدلة الحرارة حول نجوم غير الشمس ، تبرز مسألة وجود الحياة في مكان آخر من الكون.     يهدف مركز الحياة في الكون (CVU) التابع لجامعة جنيف إلى الإجابة على هذا السؤال من خلال الجمع بين الخبراء من مختلف المجالات في علم الفلك والفيزياء والبيانات وغيرهم لمحاولة الإجابة عن السؤال.   من خلال هذا المعرض ، تقدم لك CVU وشركاؤها رحلة بين النجوم ستأخذك من أكبر الهياكل في الكون إلى البكتيريا التي تعيش في بحيرة جنيف.   عند بحيرة جنيف عرضت أعداد من الملصقات الضخمة المزودة بالصور عن الكون ومعلومات علمية كثيرة حول الموضوع. تلفت انتباه الناس لمواضيع الساعة في عالم الفلك والأبحاث الجديدة. المعلومات معروضة على اللوحات باللغتين الفرنسية والإنجليزية...  

قراءة لرواية المنتهكون لسمية هندوسة:

صورة
  العنوان:  يبدأ السؤال من لحظة قراءة العنوان...  المنتهكون، من هم؟ أي انتهاك ستدور حوله الرواية؟ مدخل الرواية جميل، يشد القارئ بشخصية الخير مختار الذي يرتبط معه القارئ عاطفيا. ولادة طفلته الأولى شكلت ولادة حلم بحياة جديدة ومستقبل أفضل، حلم مشرق.  وتزدحم الرواية بالشخصيات التي تتحاور وتتفاعل مع بعضها في بيئة سودانية فنغوص في التفاصيل الصغيرة والحميمة للطقوس النسوية ، والحوارات باللهجة السودانية والتي تضفي نكهة مميزة للرواية. ونجحت الكاتبة بتأثيث الرواية بكل ما هو سوداني الداية وتوزيع الحلويات، ومستلزمات السماية ومصطلحات الحياة اليومية وهموم الناس البسطاء الممزوجة بالأساطير والمخاوف. ناقشت الرواية عدد من القضايا المهمة، الانتهاكات بصور مختلفة، انتهاك الطفولة، التحرش والاغتصاب، سيطرة الثقافة الخرافية في المجتمع على ثقافة العلم والوعي، زواج الصغيرات أو بمعنى أدق بيع الفتيات ودفع أخريات لبيوت الدعارة، والظروف التي تدفع الشباب للتورط مع الجماعات المتطرفة في بيئة لا تمنح الحب والاحتضان. وتسلط الرواية الضوء على ما يسمى بالقضايا المسكوت عنها، تلك التي لا يحب أحد أن يعترف بوجودها ويهي

المكان لآني إرنو:

صورة
عمل أدبي مختلف لكاتبة فازت بجائزة نوبل للأدب... الكاتبة تتميز بكتابة تفاصيل دقيقة وعميقة لا يكتبها الكتاب عادة. الغريب وضع الحرف الأول فقط لأسماء الأماكن ... الترجمة باللغة العربية الفصحى، لكن الحوارات باللهجة المصرية تشعر القارئ بالغرابة عند تخيل شخصيات فرنسية تتحدث باللهجة المصرية .. اختيار غير موفق للترجمة ... الكاتبة تحاول تسليط الضوء على شخصية والدها ...تفسير تصرفاته والصعوبات التي عاشها وهي صعوبات تواجه الطبقات الفقيرة التي ينتمي إليها... لست متأكدة هل ينطبق على هذا النص مسمى رواية... يشبه كتابة مذكرات مختصرة ... يبدأ الكتاب بموت الوالد ...وتتداعى الذكريات التي تحاول الكاتبة تجميعها عنه... انتهت صفحات الكتاب 81 صفحة ...هل يعقل أن ذلك كل شيء!!! الكتابة مختصرة ، القارئ يتعاطف مع وضع الوالد ومجمل التعاسة التي عاشها، ويخيم شعور الكاتبة بالذنب لأنها تركت عائلتها لتنتقل للعيش في مستوى اجتماعي أفضل...مكان آخر ... عندما وصلت مرحلة المراهقة وهي مرحلة صراع نفسي... وجدت نفسها في صراع بين الانتماء لطبقة عائلتها وشعورها بالانفصال التدريجي عن تلك الطبقة، والتعليم يكسبها معرفة تعزلها عن ذلك ا

رواية أفراح القبة - نجيب محفوظ:

صورة
  هل يكفي اسم الروائي ليكون العمل رائعا؟ الرواية قصيرة لكنها غنية بالمعاني، يفسرها القارئ كيف يشاء ...   الرواية مكونة من أربعة فصول: في كل فصل نسمع صوت أحد الشخصيات الرئيسية...أي رواية متعددة الأصوات ...نسمع الحكاية من أربع وجهات نظر مختلفة، كل شخصية تحكي الحكاية من وجهة نظرها... ولأن كل شخص في الحياة يرى ويحكي ويفهم من زاوية مختلفة لهذا سنسمع الحكاية من زوايا مختلفة...   الفصل الأول الذي يحمل اسم الشخصية الأولى طارق رمضان وهو ممثل في المسرح سيلعب دور البطولة في مسرحية تحمل عنوان أفراح القبة...يؤكد الممثل أن مؤلف المسرحية عباس يحكي في المسرحية حكاية حقيقية ويعترف بجريمة قتل زوجته ...ونفهم أن المسرحية تكشف أحداث حقيقية وشخصياتها هم من العاملين في المسرح. إذا الرواية عن مسرحية، ومؤلف المسرحية كتب الواقع، ما حدث كما حدث، ويختفي. لا تكتمل الصورة أمام القارئ إلا بعد قراءة الفصل الرابع ، وهو الجزء الأجمل حيث يعرف القارئ لماذا كتب عباس المسرحية. أسلوب السرد في الرواية رائع ومدهش....الكاتب لا يصف ...لا يشرح لا يقول إلا قليلا ...يترك فراغات كثيرة لخيال القارئ ...   عند الانتهاء من الرواية وجد

قراءة لرواية كوتسيكا لغادة العبسي:

صورة
  تتناول الرواية أحداث تواجه الشخصيات على امتداد فترة زمنية طويلة من حكم الخديوي توفيق تقريبا من عام 1882، حتى قيام ثورة يوليو 1952 وبداية حكم العسكر، الذي عملوا على تشويه التاريخ السابق ووصفه بالعهد البائد... تبدأ بداية مشوقة جدا:  "جايه تعملي إيه في الدنيا يامره!!" العبارة الموجهه للوليدة الأنثى التي انزلقت للتو من رحم أمها لكف شوقة التي تعرف أن الأم تنتظر مولود ذكر يلخص كثير من ثقافة المجتمع ومكانة المرأة فيه ونظرة المرأة الدونية لذاتها ولبنات جنسها ... الرواية تتناوب فيها الفصول بين عائلة مصرية وأخرى يونانية عائلة تيوخاري كوتسيكا الذي تسرد الرواية كيف تحول لأحد أغنياء الجالية اليونانية وأنشأ أول مصنع كحوليات في منطقة طره ... عبر تلك الفصول نتعرف على الشخصيات المصرية واليونانية وظروف حياتها،أفراحها، وأحزانها،وأساطيرها، وتأثير الأحداث السياسية في تلك الفترة على حياة شخصيات الرواية.  تتناول الرواية الوجود اليوناني في مصر ووجود جاليات أجنبية أخرى وتعايش اليهود مع المسيحيين والمسلمين في بلد واحد...وأدوار تلك الشخصيات في تأسيس الاقتصاد والصناعة ودور بريطانيا لتدمير

إخفاء العمر عند الرجال والنساء

إخفاء العمر لدى الأسلاف لم يكن ديدن المرأة وإنما هو مما يستحب للرجل ، نعم للرجل وليس للمرأة !!! فهاهما بيتين من الشعر العربي القديم تقريباً ، لابن الجوزي ، وهما على شكل وصيّة أو نصيحة للرجل : احفظْ لسانك ﻻ تبحْ بثلاثـةٍ            سنٍّ ومال ما استطعْتَ ومذهبِ فعلى الثلاثة تُـبتلى بثلاثــةٍ            بمُكــفِّــر و بحاســــدٍ و مُكَــذِّبِ هنا نلاحظ إباحة إنكار العمر الحقيقي بنصٍّ جذوري قانوني عُـرْفي ، والمنكِـر لا يُـنْـكَـرُ عليه أبداً !   قال ابن الجوزي في صيد الخاطر : (وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم ، فإنه إن كشف مقدار سِـنِّه استهرموه ( رأوه هرماً ) إن كان كبيرا، واحتقروه إن كان صغيرا، وإن كشف ما يعتقده ( يقصد مذهبه وملّته ) ناصبه الأضداد بالعداوة ، وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلا، وحسدوه إن كان كثيراً) ، ثم ذكر البيتين من الشعر ...   و قال ابن بشكوال (المتوفى: 578 هـ) في كتابه الصلة في تاريخ أئمة الأندلس ص 326 : وقرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقرىء قال: سألت القاضي أبا زيد عن سنه؟ فقال: لا أعرفك بسني، لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال: لي