هل خلقت حواء من ضلع آدم ؟ (1)

المرأة أقل درجة من الرجل وأقل شأنا ...
ومن يريد أن يقنعك يستدل بآيات من القرآن وأحاديث شريفة ...
وطبعا هذا الاستدلال يكون الهدف منه اخراسك للأبد؟ فكيف سترد ؟ 
هل سترفض كلام الله سبحانه وتعالى؟ 
ويبقى في النفس شيء ..بل اشياء...
لهذا ابحث بنفسي وأفتش عن حقيقة ما قالوه....

ونعود للسؤال الأصلي: هل المرأة فعلا خلقت من ضلع رجل؟ 
هل المرأة خلقت فقط من أجل الرجل ؟
هل الرجل مخلوق مستقل له كيان وليس للمرأة مثل ذلك؟

عندما نعود لكتاب الله سبحانه وتعالى نجد اينما وجد لفظ الإنسان فالمقصود به هو الذكر والأنثى وليس الذكر فقط، فعلى سبيل المثال يقول الله سبحانه وتعالى:

" الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلاله من ماء مهين"
" وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" ...
فهل نفهم من هذه الآيات ان المقصود بالإنسان هو الذكر فقط؟

ويقول الله سبحانه وتعالى : 
" خلق الإنسان من عجل"
" إن الإنسان خلق هلوعا"
" يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم "
فكلمة الإنسان في هذه الآيات تدل على الذكر والأنثى كما يؤكد ذلك دكتور عدنان ابراهيم في مقال له بعنوان: ( حواء هل خلقت من ضلع آدم؟ )، وهو رأي أؤيده وأرى صحته ومنطقيته.
وفي سورة السجدة يقول الله سبحانه وتعالى: 
" وبدأ خلق الإنسان من طين" ...
فهل نفهم هنا أن كلمة الإنسان تعني الذكر فقط دون الأنثى؟
أم نفهم أن الذكر خلقه الله من طين، وكذلك الأنثى خلقها الله ايضا من طين؟
وإذا كان الأمر واضح من الآيات أن الله خلق آدم وخلق حواء من طين فلم شاع بين المسلمين ان حواء خلقت من ضلع آدم؟
الجواب ببساطة ان خلق حواء من ضلع آدم هو قضية واردة في التوراة في أول اصحاحات سفر التكوين، فالمسألة لها اصل اسرائيلي، وهذا يقودنا للاستنتاج انه انتقل من الثقافة الاسرائيلية التي كانت سائدة في ذلك الوقت وتحديدا ممن دخلوا للإسلام ونقلوا ثقافتهم الدينيه معهم وصبغوها بصبغة اسلامية...وأثر ذلك على تصوراتنا المعرفية والاجتماعية والعقدية والفلسفية حيث أختلطت الحقائق بالأساطير ، واختلط الحق بالباطل والصواب بالخطأ...

أبو هريرة نقل الكثير عن بني اسرائيل وكان مولعا بأحاديث بني اسرائيل وذكر الذهبي أن أبا هريرة كان يجلس كثيرا إلى كعب الأحبار وأخذ منه الكثير وهوالحبر اليهودي الذي اسلم في خلافة عمر بن الخطاب.

عبد الله بن عباس أخذ الكثير عن بني اسرائيل ...
عبد الله بن سلام حدث كثيرا من الموروث الإسرائيلي ...
وفعل ذلك ايضا عبد الله بن عمر ...
وكذلك عبد الله بن عمرو...

الأمر الذي يستحق أن نقف عنده كثيرا أن جزء لا يستهان به من تراثنا هو ذو اصل اسرائيلي ، وقد تسرب إلى كتب الحديث ، وكتب التفسير ، وكتب التاريخ وحتى إلى الدراسات الفقهيه وهذا اضر كثيرا بنا ...



 





 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل