فرانكشتاين لماري شيلي

يمر الآن 200 عام منذ صدور رواية فرانكشتاين والتي صدرت عام 1818م
الرواية للمؤلفة البريطانية ماري شيلي، وهي قصة خيالية تدور عن طالب ذكي فيكتور فرانكشتاين والذي يهتم بالعلوم ويعمل لفترة طويلة لبعث الحياة في مخلوق مثالي.
ويحلم بأنه سيجعل هذا المخلوق يعيش في بيئة مثالية ليكون طيب واخلاقه عالية بعيد عن الشر!

ولكن بسبب خطأ علمي كما يسميه ينتج مخلوق مسخ مشوه، فيرفضه ويطرده ويترك ذلك المخلوق التعيس يواجه مصيره وحيدا...

الرواية والتي يعتبرها البعض رواية مرعبة عن مخلوق مرعب، أرى أنها رواية محزنة...
ففيكتور فرانكشتاين يتخلى عن ذلك المخلوق فقط لأنه بشع عكس ما تخيله، فهو تخيل أنه سيبعث الحياة في مخلوق مثالي وجميل، ونسي تماما أن هذا المخلوق لا ذنب له فيما حدث.

ونسي أيضا ان هذا المخلوق له مشاعر وأحاسيس...
ونسي أيضا أنه مسؤول عنه لأنه هو سبب وجوده في هذا العالم ...
لقد اشعرتني الرواية بكم هائل من الحزن والالم ...
هناك من النقاد من اعتبر شخصية المسخ فرانكشتاين هو بروميثيوس العصر أو إبليس الذي يخرج عن طاعة الخالق ...
لكن أحداث الرواية تبين ان الخالق وهو العالم فيكتور طرد مخلوقه دون ذنب اقترفه فالربط بالنسبة لي غير منطقي ...
وللعلم اسم فرانكشتاين هو اسم الرجل الذي صنع المسخ وحمل بعد ذلك اسم صانعه.
وفرانكشتاين ( المسخ) هو آكل للنباتات وليس مصاص دماء أو آكل للبشر.

حكاية فرانكشتاين الهمت صناع الأفلام ولهذا خرج 130 فيلم تقريبا كلها عن شخصية فرانكشتاين آخرها الفيلم الذي يمثل فيه دانيال رادكليف بطل سلسلة أفلام هاري بوتر.

أفلام السينما تتحدث عن وحش قاتل من صنع الإنسان، وهذا مخالف لشخصية فرانكشتاين المخلوق في الرواية...

الرواية عندما صدرت صدمت الأوساط الأدبية بجرءتها وبموضوعها الغريب ، وشكلت موضوع غريب من الأدب.

مؤلفة رواية فرانكشتاين كان عمرها 18 عام عندما كتبت الرواية.فكيف خطرت على بالها مثل هذه الحكاية؟

هناك أكثر من إجابة  لهذا السؤال:
  1.  أن ماري شيلي رأت كابوس عن اشلاء لموتى تتجمع وتتحول لوحش يطارد الناس.
  2.  ذات يوم وبينما ماري مع عائلتها وأصدقاء لهم يتبادلون الحديث تحدث عاصفة شديدة وبرق فيوحي لها ذلك بالرواية.
  3. وهناك راي آخر عن أن طبيب زوجها اسر لزوجها أنه يحاول بعث الحياة في الأطفال الموتي بنفس الطريقة التي فعلها العالم الإيطالي جلفاني والذي اكتشف بالصدفة أن عضلات الضفدع تتحرك عندما تلامسها الكهرباء، وهذا أوحى لماري بالرواية.
  4. للقصة جذور حقيقية كما يقول البعض واسم فرانكشتاين في الحقيقة هو لقب عائلة المانية نبيلة كانت تمتلك قلعة لها ابراج عالية قرب مدينة دارمشتات الالمانية، ويرجح بعض الباحثين ان ماري شيلي وزوجها مروا بتلك القلعة وربما باتوا ليلة في رحلة لهم إلى سويسرا وسمعوا قصص غريبة من الفلاحين عن عالم غريب كان يقوم بتجارب على الجثث والكهرباء مدعيا انه اكتشف أكسير الحياة، وكان شخصية مثيرة للجدل.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل