قرآءة لرواية: مسرى الغرانيق في مدن العقيق لأميمة الخميس

 

...
عنوان الرواية غريب ...
نعم، هو كذلك ...
هو لا يشبه عناوين الروايات ففيه سجع ومفردات غريبة ...
لكن عندما تشرع بقراءة الرواية ستعرف السبب..
الرواية تحكي رحلة لمزيد الحنفي تاجر الكتب من بلدة عين التمر إلى بغداد ومنها إلى القدس ليغادرها إلى القاهرة ومنها إلى قرطبة ...
تلك الرحلة في القرن الرابع الهجري ...في ذلك الزمن كانت عناوين الكتب تكتب بهذه الطريقة ...
وسيتعرف القارئ على عناوين لعدد من الكتب التي وجدت في ذلك الزمن...
فالرواية تدعو القارئ لدخول ذلك الزمن ابتداء من غلاف الرواية...
في تلك المرحلة الزمنية من التاريخ نضج المشروع الفلسفي لدار الحكمة في بغداد...
كما بدأت فيه محاولات الفقهاء لهدم ذلك المشروع...
بطل الرواية "مزيد الحنفي" يترك دياره في الصحراء قاصدًا بغداد باحثا عن أجوبة لأسئلته الوجودية.
وفي بغداد يصبح عضوا في جماعة سرية تسمى الغرانيق...
كل فرد فيها هو من السراة...
الرواية تأخذنا لنعرف أهم ملامح تلك الفترة الزمنية ...فترة الاضطرابات والفتن ...
قتال وشجار يومي في بغداد بين الحنابلة والمعتزلة...الخليفة العباسي ضعيف لا حول له ولا قوة ...
فينجو بطل الرواية بحياته ويذهب إلى القدس ليجد الفتنة هناك ...كنيسة القيامة امر الخليفة الفاطمي أن يصبح سماها أرضها وطولها عرضها فدمرت وأحرقت...والفتنة تطل على أبواب المدينة ...
القاهرة في زمن الخليفة الذي يمنع الملوخية ومن تخرج من النساء للشارع تتعرض للعقاب والكثير من الأمور المخالفة للعقل ...
قرطبة مدينة ودعت العقل والعلم في زمن خليفة يلاحق أهل الكتب والعلم ...
لغة الرواية جميلة في تغير تكلف ...لغة استمتعت بها وبروعة تعبيراتها ...
عدد صفحات الرواية 559 لكنني فوجئت بنهايتها...
تمنيت لو كانت أطول من ذلك، الفصل الأخير كانت أحداثه سريعة.
وأسعدني كثيرا الإهداء على الصفحة الأولى للرواية بخط الكاتبة.
 


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل