كتاب: عن مدن ونساء لإيتل عدنان

 الكتاب عبارة عن 9 رسائل تشبه اليوميات. تتحدث الكاتبة فيها عن المدن التي تزورها.
عن انطباعاتها حول تلك المدن وعن النساء في تلك المدن .

في صفحة 16 على سبيل المثال، تقارن لو أن النساء رقصن في بيروت لقال لهن أحد الشباب: أنت لست جميلة، أو لست صغيرة. بعد أن رأت نساء كبيرات في السن يرقصن في شوارع أحد المدن.



" الفرق بين النظرة للمرأة، للحرية الشخصية، لاحترام الآخرين بيننا وبين الغرب".


كانت الرسالة الأخيرة عن بيروت حزينة . حزينة لأنها تصف حال بيروت بعد 15 عام من الحرب الأهلية.

هي لا تكتب الرسالة دفعة واحدة، كما يستشف القارئ من الرسالة، بل تتوقف ثم تتابع كتابة الرسالة.  

اقتباسات من الكتاب:

- " وجدت نساء هذه المدينة متحررات. أعني بذلك أنهن يتمتعن على ما يبدو بالسيطرة على أجسادهن وتحركاتهن. لسن متعجرفات ولا خانعات، يجعلنك تشعر بأن ثمة وحدة في شخصياتهن وتطابق بين أذهانهن وحياتهن".

- "ما هو الضيق الذي يثقل كاهن النساء في شوارع مراكش؟ 

في مراكش تحمل النساء وضعهن الاجتماعي أكثر مما يحملن روحهن".

- أما في برشلونه، فلايبدو على النساء في الشارع أنهن يتعمدن لعب دور أو يمثلن استثناء، بل هن جزء من البشرية، من مساحة ما، من مناخ أو بلاد ما".

- " مشكلة النساء؟ إنها بالطبع مشكلة حرية. المسألة شخصية.  المسألة اجتماعية، مشكلة خفية ومشكلة مجتمع في آن".

- الحرية حالة نفسية. تولد في الذهن، وتموت فيه غالبا. وغالبا ما تسمى كرامة، رفضا، تمردا".

- " احسنوا استغلال مشكلاتكم الداخلية وتحريكها".

- "السياحة نفسها هي شكل من أشكال القسوة".

- حين تحرم امرأة من حق قيادة سيارة عبر الآف الأميال الممتدة على مساحة الجزيرة العربية، أو حين لا يسعها إلقاء التحية على أحد جيرانها من غير أن تعرض حياتها للخطر، من الواضح عندها أنها ترى العالم من زاوية مختلفة عما إذا كانت تقيم في سكوبيلوس أو في أي مكان آخر".

قراءة لكتاب: أيامي مع جورج طرابيشي…اللحظة الآتية لهنرييت عبودي

 


يحمل الكتاب عنوان “أيامي مع جورج طرابيشي…اللحظة الآتية”، المؤلفة هي زوجة الراحل جورج طرابيشي، هنرييت عبودي. والكتاب من إصدارات دار مدارك للنشر، يقع الكتاب في 287 صفحة. على صفحة الغلاف صورة لجورج وصورة أخرى لجورج وهنرييت.

 

يبدأ الكتاب بمقدمة طويلة للناشر، المقدمة رائعة وتشد القارئ. 

هذه المقدمة تشكل فكرة الكتاب وما يحمله الناشر من مشاعر تجاه الراحل الطرابيشي. بلغة صحفية جميلة يحمل القارئ في رحلة سريعة حول محطات مهمة في حياة جورج طرابيشي، ويصدقنا القول أن الكتاب الذي يحمل عنوان: ” اللحظة الآتية …أيامي مع جورج طرابيشي “، والذي يصنفه تحت بند المذكرات، جاء بطلب من الناشر لزوجة الراحل.

يجري الناشر تركي الدخيل مقابلة مع هنرييت عبودي ليسألها عن زوجها جورج طرابيشي، ويطلب منها الكتابة عنه، عن أهم المحطات في حياته.

 ويحوي الكتاب أيضا مقال رائع يكشف زاوية مهمة عن حياة الطرابيشي للدكتور محمد عبد المطلب الهوني عن صديقه الراحل جورج طرابيشي، وهناك مقال آخر بقلم جورج طرابيشي يحمل عنوان ست محطات في حياتي.

 

لغة الكتاب رائعة، جميلة. وكأن من كتب الكتاب قلم واحد.

بكل شوق نلتهم ما جاء على الصفحات عن الراحل العزيز على قلوبنا، والذي عرفناه عبر كتاباته الرائعة.

 

المقدمة التي كتبتها هنرييت عبودي مؤثرة ومحزنة:

” لقد أصبح الزمن يا جورج، مملا وسقيما وكئيبا، وليس لدي وسيلة للتغلب على السوداوية، التي اجتاحتني، بعد رحيلك، سوى العودة إلى ذكرياتي معك. سوف أروي قصتنا علني أفلح في إعادة إحيائك، ولو على الورق، وأوفق في إعطاء قرائك صورة حميمية عنك، فهم يعرفون جورج طرابيشي، المفكر، والناقد، والمترجم، غير أنهم يجهلون الكثير، عن جورج طرابيشي…الإنسان”

مقدمة تمس شغاف القلب، وتوضح عمق المشاعر التي ستغمس داخلها الكاتبة ريشتها لترسم ملامح جورج طرابيشي الإنسان كما نوهت. لكنها لا تعطي لنا صورة حميمية للكاتب. فما تكتبه عن زوجها يتناول معاناته مع اسمه، مع السلطة بسبب جرأة كتاباته. ونتعاطف كثيرا مع معاناة سجنه.

 

وتأخذنا رحلة الفكر لجورج طرابيشي مع الكتب التي ألفها وأبدع في اختيار مواضيعها، ولعل أهمها مشروع الرد على ما كتبه محمد عابد الجابري بكتابه نقد العقل العربي والذي استغرق فيه 30 عام من البحث والدراسة والنقد فأصدر أربعة كتب تحمل عنوان نقد نقد العقل العربي ردا على كتاب نقد العقل العربي للجابري.

نشعر بالأسى عندما نعرف ما قال له ذات يوم الفيلسوف عبد الرحمن بدوي عندما علم أنه يشتغل على التراث الإسلامي: 

” أنت مسيحي فما دخلك في التراث الإسلامي؟”

وحادثة أخرى رواها الكاتب المغربي سعيد ناشيد كيف انه عندما قدم بحثا أكاديميا بجامعة محمد الخامس بالرباط تناول فيه نظرية العقل العربي عند جورج طرابيشي ومحمد عابد الجابري ومال في بحثه لآراء جورج، فما كان من أحد الأساتذة المشرفين على البحث إلا أن صرخ في وجهه: 

” كيف تنتصر لجورج على محمد؟”

تلك الأمثلة تبين واقع الحرية الفكرية، والتعصب الديني حتى بين طبقة المفكرين والمثقفين وهو ما زاد من أعباء مفكر بحجم جورج طرابيشي.

 

ومما جاء في مقالة الهوني عن جورج طرابيشي:” قاوم جورج طيلة حياته جينات القهر والتمييز التي تراكمت على امتداد قرون الظلام من أعماق المسيحيين كأقلية مشكوك في ولائها لدار الإسلام. وكان التراث الشفوي لهذه الأقلية يروي حالة الغبن وعدم التسامح والإحساس بالدونية”.

 

ويقول جورج طرابيشي في مقالته ست محطات في حياتي:” شعرت أن الكتابة هي الطريق الوحيدة التي بمستطاعي أن أسلكها لكي أغير العقلية في المجتمع”.

 فإلى أي حد نجح الراحل طرابيشي في تحقيق ذلك؟

 

من وجهة نظري أن عنوان الكتاب يخدع القارئ فيظن أنه أمام كتاب من تأليف هنرييت عبودي زوجة الراحل طرابيشي وهذا يجعل القارئ يذهب بعيدا، لكنه سريعا ما يكتشف أن ما كتبته هنرييت عبودي ليس هو كل محتويات الكتاب، بل هو أحد مكونات الكتاب الذي يحوي نص مقابلة مع هنرييت ، أرى أنها محشورة لأنها لا تقدم شيء زائد عما كتبته هنرييت عن زوجها، إضافة لمقالة الدكتور الهوني ومقال لجورج طرابيشي، لهذا كان الكتاب يستحق أن يحمل عنوان مختلف. وهذا لا ينفي روعة ما سيعرفه القارئ عن الطرابيشي عبر صفحات الكتاب، خاصة لمن قرأ كتبه ولعل أشهرها: ” من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث”، وكتاب ” هرطقات” ، واستمتع بفكره الراقي، وقلمه العميق وشعر بحجم العبء الذي يحمله كاتب ومفكر وناقد عربي مثل جورج طرابيشي يبحث عن الحقيقة رغم المثبطات والعراقيل التي يجدها أمامه. 

 

ولا ننسى صديقه الدكتور غسان رفاعي الذي كان يعتبر انتاج جورج الثقافي يضاهي نتاج أي وزارة ثقافة عربية.

في نهاية الكتاب يجد القارئ ملحق صور لجورج طرابيشي وزوجته هنرييت وكل من ابنتيه مايا و ياره وأحفاده، وصور لجورج في مؤتمرات مختلفة مع عدد من المفكرين.

 

اقتباسات من الكتاب:

– ثمة تاريخ شفوي للمستضعفين يحدث إعاقة حضارية في المجتمعات التي لم تدون أحداث التاريخ بموضوعية، ولم تشتغل على ذاكرتها، وأحداثها الأليمة.

– فعن الأنظمة التي شملها الربيع العربي قال: سوف نزغرد فرحا ساعة سقوطها، ونذرف الدمع حزنا على ما سيحل مكانها.

– عادة لا يمكننا معرفة سبب أزمتنا حتى تنتهي.

– الفلسفة تجعلك تنظر للحياة بعمق، بعيدا عن الاعتبارات المتغيرة يوميا.

 


 

رابط المقال على موقع مرداد 

مع كتاب ثقافة القهوة

 

للقهوة عشاق كما للكتب عشاق، وهذا الكتاب يجمع بين القهوة والكتاب. الكتاب بعنوان “ثقافة القهوة” لمؤلفته: كاثرين م. تاكر، يزين غلاف الكتاب غصن شجرة البن بكرزات البن المدهشة. كتاب يجمع بين دفتيه الكثير عن القهوة. عن تاريخها وتاريخ الصراع لاحتكار زراعتها وتجارتها. ونعرف من صفحات الكتاب المتعددة، أن “شرب القهوة هو الخطوة النهائية في سلسلة تربطنا بالمزارعين في عدد من دول العالم المنتجة للبن الواقعة في المناطق المدارية”.

نعم، الخطوة النهائية لأننا نعرف القهوة في خطوتها الأخيرة في فنجان نرتشف محتواه بتلذذ. ونستمتع برائحة القهوة، لكن لا يخطر على بالنا ما هي الرحلة التي قطعتها حبات القهوة أو البن حتى وصلت الفنجان.  لكن هذا الكتاب يأخذ القارئ في رحلة تاريخية موجزة لنعرف تاريخ شجرة البن وانتقالها من أثيوبيا إلى اليمن ومنها إلى بقية دول العالم.

من المدهش أن نعرف علاقة فنجان القهوة الذي نستمتع به صباحًا، بالاقتصاد العالمي والعولمة. “فقد غدت محلات القهوة ظاهرة عالمية”، وتصنف القهوة في المرتبة الثانية بعد الماء وبعض المصادر تضع المشروبات الغازية قبل القهوة في معدلات الاستهلاك.

القهوة والثقافة

وأصبح هناك ما يسمى بثقافة القهوة.  “القهوة جوهر مادي، لكن الثقافة تصب في القهوة معاني اجتماعية ورمزية. يمكن تعريف الثقافة بأنها كل ما يفكر فيه البشر ويملكونه ويفعلونه بصفتهم أعضاء في المجتمع. وكما الماء للسمك، كذلك الثقافة للبشر. إنها بيئتنا المحيطة بنا، والتي قد لا تظهر واضحة حتى نُفصل عن سياقاتنا الثقافية. بواسطة الثقافة، يمكن لاستهلاك القهوة أن يؤكد الهوية أو يعبر عن القيم أو يؤكد الروابط الاجتماعية”.

ظهرت محلات القهوة في أغلب دول العالم، واكتسبت المقاهي سمعة بصفتها أماكن للنقاشات الفكرية والمناظرات السياسية والتعبير الاجتماعي الحر. وكانت ستاربكس هي من أدخل المقهى الحديث إلى المجتمع الأمريكي. وأصبحت مكانًا ثالثًا غير العمل والبيت في حياة الأفراد. وحديثًا قدمت المقاهي خدمة الإنترنت، لتصبح المقاهي أماكن للتفاعل الاجتماعي ومراكز تبادل الأخبار والمعلومات وأماكن شرب الأنواع المختلفة للقهوة. المقاهي صارت رمزًا للنفوذ العالمي لثقافة القهوة الغربية معبرة عن فرادة موقع أو سياق ثقافي معينين. ولا ننسى أن القهوة ارتبطت بالاستعباد، والثورة والمقاومة والمناظرات والحياة الأسرية والصداقة أيضًا، إنها ثقافة متنوعة ومعقدة.

يشرب القهوة عشرات الملايين من الناس – أكثر من 100 مليون في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. لكن هناك أربع شركات كبرى عابرة للحدود هي: نستله، وسارا لي، وكرافت فودز وتشيبو، هي من يهيمن على سوق البن وتمتلك العلامات التجارية الكبرى.

جانب من تاريخ القهوة

نشأ البن فيما يعرف اليوم بأثيوبيا، حيث ما تزال سلالات من البن البري تنمو هناك، وحُمل البن عبر البحر الأحمر إلى اليمن حيث أُدخل شرب القهوة إلى العالم الإسلامي على يد أحد أتباع الطريقة الصوفية في النصف الثاني من القرن الخامس عشر. ومن اليمن انتشرت القهوة في سائر أرجاء العالم العربي، وبحلول منتصف القرن السادس عشر، كانت القهوة قد أصبحت جزءًا من الحياة في المجتمع العربي، وأخذ أهل التجارة يحملونها إلى أوروبا.

وسع العثمانيون إمبراطوريتهم ابتداء من القرن الخامس عشر وخلال القرن السابع عشر غزوا اليمن عام 1537 وسيطروا على البن المزروع في القرى الجبلية. وتولى العثمانيون تأمين احتياجات البن العالمية عبر ميناء المخاء اليمني، الميناء الأبرز لبيع البن، ومنه انتشر لفظ موكا عالميًّا. احتكر العثمانيون تجارة البن عبر حظر تصدير الغراس الحية والبذار، وكانت حبات البن تسلق أو تحمص جزئيًّا قبل تصديرها لتصبح عقيمة.

أفلح أحد الحجاج المسلمين والذي زار اليمن، بتفادي تحريم خروج حبات البن بشد بضع بذرات إلى بطنه بعصابة وحملها عائدًا إلى دياره في الهند. كما يُذكر أن مغامر هولندي نجح في تهريب غرسة بن من ميناء عدن إلى أمستردام. كانت هناك نباتات برية للبن في جزيرة بوربون قبالة ساحل مدغشقر لكنها كانت أقل جودة من نظيرتها المستوردة التي تعود أصولها إلى مخا اليمنية.

معلومات متنوعة عن القهوة

  • البن هو الثاني بين أكثر السلع قيمة في العالم، بعد النفط، رغم أنه ينتج في بعض أفقر بلدان العالم.
  •  أكبر مستهلك للقهوة هي الولايات المتحدة الأمريكية تستهلك 20% من المقدار الإجمالي للبن المستهلك عالميًّا.
  •  تستهلك أكثر مصادر الكافيين بشكل كبير في مناطق نشوئها الأصلية.
  •  الفنلنديون من أكثر الشعوب نهمًا لشرب القهوة، يستهلكون من أربعة إلى عشرة أكواب يوميًّا.
  •  يعد شرب القهوة عند ملايين الناس جزءًا من شعائرهم وطقوسهم الصباحية.
  •  عند انتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت الكوكاكولا والقهوة السريعة التحضير قد أصبحتا مرادفتين للولايات المتحدة الأمريكية في أذهان الجنود الأمريكيين وحلفائهم الدوليين.

الجانب المؤلم للقهوة

اقترنت القهوة بحركات الاستعمار، وانتشار العبودية واستغلال العمال وسكان المستعمرات. يُعد العاملون في مجال زراعة البن من بين أقل العمال أجرًا في العالم، رغم قساوة العمل وخطورته خاصة مع إضافة المواد الكيميائية الزراعية عدة مرات بالسنة لتحسين المحصول ومكافحة الآفات الزراعية. فهناك على الجانب الآخر حيث يعيش من يزرعون البن ويعملون في حصاده والاهتمام به يوجد فقر طاحن وبؤس وتلوث وظلم.

كافح منتجو البن من أجل كسب نصيب عادل من أرباح تجارة البن دون جدوى. فهناك الشركات العابرة للحدود التي لا تسوق المنتج فقط بل تسوق الأسماء، والتي تسجل أرباح قياسية من مبيعات البن، في الوقت الذي تسجل فيه الدول المنتجة للبن هبوطا كبيرا في نسبة الأرباح.

في ذاكرة بعض الشعوب المنتجة للبن ارتبطت زراعة وإنتاج القهوة بالاستعباد والعمل الشاق، والعائد القليل. وكما تذكر الكاتبة “بات تاريخ القهوة مرتبطًا بتاريخ الاستعمار والإمبريالية وظهور الرأسمالية العالمية”. لهذا نشأت فكرة التجارة العادلة في محاولة لربط المستهلكين بالمنتجين للسلعة، ليحصلوا على نسبة عادلة من الأرباح. هل سمعت عن التجارة العادلة؟

وعندما ترتشف القهوة أيًّا كان نوع القهوة المفضلة لديك، تذكر أن للقهوة تاريخًا يستحق أن يُعرف، ووراء هذا المشروب الساحر هناك حقائق مذهلة ومزعجة غائبة عن فهمنا. وعندما نعرف بعض الحقائق والمآسي ربما نساهم في إصلاح جزء من الخلل في عامنا الذي يميل دوما لصف الأقوياء ضد الضعفاء.

تختم الكاتبة الكتاب بفقرة جميلة، بعد أن قدمت معلومات كثيرة عن التجارة العادلة والتي تحاول تحسين ظروف منتجي البن، وتدعو القارئ لاختيار شراء البن من منتجات التجارة العادلة لتعزيز الجماعة والاستدامة والمساهمة لمنح العمال أفضل حد أدنى من الأجور، أقتبسها هنا: “مع كل رشفة قهوة، نستنشق جوهر الهواء والمطر والشمس والتربة التي غذت غراس البن. إننا ننتفع من الرعاية والعرق والكدح الذي جلب القهوة إلى مائدتنا، وإننا نعلم أننا قد بذلنا على الأقل جهدًا يسيرًا لنحترم العمل. من خلال القهوة، نتشارك في آصرة، ومن خلال أفعالنا، نبني مصيرًا مشتركًا”.

 

المقال على منصة زد 

 


 

تقول الإحصاءات أن العربي لا يقرأ، فهل تلك الإحصاءات دقيقة وحقيقية؟

 

قراءة لكتاب: من قتل والدي لإدوار لوي


العنوان: من قتل والدي، دون علامة استفهام!

ملفت للانتباه، تعجبت لماذا لا وجود لعلامة الاستفهام، الكاتب إذا لا يتساءل، هو يعلم من قتل والده، العنوان صادم ويهدف لشد القارئ خاصة بعد أن نعرف أن والده لم يمت بعد. بل هو قتل معنوي ما يقصده الكاتب. أن تعيش فقير محطم هو نوع بشع من القتل.

هو يخبر القارئ بحقائق عن القتلة الذي لا يتورع عن سرد أسمائهم بكل وضوح.

أي رواية هذه؟

67 صفحة فقط، وتحمل عنوان رواية ربما، في النسخة العربية فقط. 

بداية، وبدافع الفضول اشتريت الكتاب عندما رأيته أمامي على رف المكتبة. هذا العنوان أفكر فيه منذ فترة، عنوان لرواية انوي الشروع بكتابتها. العنوان رددته مرات حتى شعر ت أنه ملك لي. والآن أجده على كتاب أمامي.

لا يحتاج الأمر لكثير من الوقت لقراءة الكتاب.

في بداية الكتاب يقدم المؤلف مقترح لكيفية تقديم النص لو استخدم في عرض مسرحي:

" يقف أب على بعد بضعة أقدام من ابنه في مساحة فارغة وواسعة. يمكن للمساحة أن تكون حقل قمح، أو مصنعا مهجورا، أو أرضية لصالة رياضية في مدرسة. يصلح أن تمطر السماء ثلجا. يصلح أن يدفنهما الثلج حتى يختفيا. لا ينظر الأب والابن إلى بعضهما البعض. الابن وحده من يتكلم. في البداية، يقرأ بصوت مرتفع من ورقة أو شاشة. يخاطب والده، لكن لا يظهر على والده أنه يسمع، ولا نعرف السبب. يقفان على بعد مسافة قريبة، إلا أنهما لا يستطيعان الاقتراب أكثر. يلمسان بعضهما البعض أحيانا، يتواصلان جسديا، لكن حتى في هذه اللحظات يظلان مفترقين. يتكلم الابن، الابن وحده. يؤدي هذا إلى الإضرار بهما؛ لا يُسمح ابدا للوالد برواية قصته الشخصية، بينما يتوق الابن للحصول على إجابة لن تصله على الإطلاق".

من هذه الصفحة نفهم أننا سنقرأ ما سيسرده الابن، صوت الابن فقط هو ما سنسمعه، كانه يخاطب والده، يعاتبه ربما، أو يتذكر طفولته وعلاقته بوالده. نشعر أنه يعبر عن مشاعر الصفح تجاه والده لما حدث منه خلال طفولته من مشاعر الحنق والغضب.

 

والسطور الأولى في الكتاب تلخص الكثير مما سيأتي فيه: 

" عندما سئلت الباحثة الأمريكية روث غليمور عما تعنيه العنصرية بالنسبة لها، أجابت: إن العنصرية هي تعرض جماعة من السكان للموت المبكر، وعلى الكراهية ضد المثلية الجنسية والعابرين جنسيا، وعلى الهيمنة الطبقية، وكل أنواع الاستبداد الاجتماعي والسياسي. إذا ما نظرنا إلى السياسات على أنها قوانين تفرضها جماعات سكانية على جماعات أخرى، وعلى أنها قوانين تفرضها جماعات سكانية على جماعات أخرى، وعلى أفراد لطبقة اجتماعية لم يختاروها، فسنعرف أن السياسات تميز جماعة معينة، تدعمها، وتحميها من الجماعة الأخرى المعرضة للموت، والاضطهاد، والقتل".

 

وتبدأ صفحات الكتاب عن ذكريات الكاتب عن علاقته بوالده، يسرد مشاعر الحب التي يحملها لوالده ممزوجة بالخوف. صفحات نعرف فيها عمق الجرح بداخله وهو يتذكر كيف تعامل معه والده بجفاء وعنف بسبب اختياراته الانثوية التي كانت تزعج والده. 

يصاب الوالد بحادث عمل مروع في المصنع الذي يعمل به وتتدهور أحواله بسبب الإجراءات الحكومية التي تكون بمثابة كارثة على صحة الوالد، وهذا ما يغيظ الكاتب، فيذكر تلك الإجراءات القاسية وكيف تسببت في إعاقة والده في اتهام صريح وواضح.

ففي مارس 2006 أعلنت حكومة شيراك أن الدولة ستوقف دعمها لتغطية نفقات بعض الأدوية، فأتلف شيراك ووزير الصحة أحشاء والده كما يقول. وتدهورت الحالة الصحية للوالد. "كنت أتأمل جسم أبي وأتساءل من الذي حطم هذا الجسم؟ ولماذا صار هكذا؟"
 

وفي عام 2007 قاد ساركوزي حملته الانتخابية ضد من اسماهم متلقي الرعاية والذين يسرقون المال في رأيه من المجتمع الفرنسي. وهكذا تأزم وضع والده المعيشي. وفي عام 2009 استبدلت الحكومة برنامج الضمان الاجتماعي ببرنامج الحد الأدنى للمعيشة وأُجبر والده المريض على العمل كناس في الشوارع مقابل 700 يورو ليقضي يومه منحنيا يلتقط المخلفات بظهر مكسور. 

وفي عام 2016 خلال فترة حكم هولاند مررت وزيرة العمل قانون العمال مما سمح بزيادة ساعات العمل، "هذا النوع من الذل القادم من الطبقة الحاكمة يكسر ظهرك مرة أخرى".  وفي العام 2017 خصم ماكرون 5 يورو من إعانات أكثر فئات المجتمع الفرنسي ضعفا، 5 يورو! وبعد يومين تصرح الحكومة الفرنسية أنها خفضت الضرائب المفروضة على الطبقة الغنية، " يطبقون هذا الحكم الإجرامي لأنهم لا يفهمون. يأخذ إيمانويل ماكرون اللقمة من فمك"

 

يختم الكتاب بقوله: " أنت على حق، أنت على حق، ما نحتاج إليه هو القيام بثورة".

يتركك الكاتب متعاطفا بقوة مع مشاعره، وهو يسرد حكايته مع والده. حقيقة مشاعرة تجاه الوالد، وشعوره بالقهر والحنق لما أصاب الوالد العامل الفرنسي الفقير الذي يعاني الفقر والعجز بعد إصابة العمل التي تعرض لها وكيف تتسبب الإجراءات الحكومية المتتالية بسحق والده وإذلاله.    

 

  الكتاب أثار ضجة وصلت إلى الرئيس الفرنسي ومستشاريه، كتاب يتهم صراحة النخب السياسية الفرنسية ويعتبرها مسؤولة عن معاناة والدة. 

الكاتب إدوار لوي: كاتب فرنسي من مواليد 1992. نشأ في اسرة فقيرة تدعمها الرعاية الحكومية، والده عمل عامل بمصنع لمدة 10 سنوات حتى أصبح غير قادر على العمل عندما سقطت حاوية تخزين وسحقت ظهره، ووجدت والدته عمل للاهتمام بكبار السن. نشر رواية “نهاية إيدي”،  وهي سيرة ذاتية. أثار الكتاب هذا  جدلا واسعا بسبب قدرة الكاتب على سرد حكايته بطريقة مؤثرة، وعرض مأساة الطبقة العاملة في فرنسا وأثر القرارات الحكومية على حياة أفراد تلك الطبقة. هل يعقل أن يكون هذا حال طبقة فرنسية تعيش في هذا القرن؟ 

نعم هذا ما يؤكده كتاب إدوار الذي لا يحتاج لاي خيال ليشدك من الصفحة الأولى لتتابع السطور التي تكشف لك حقائق اغرب من الخيال. يسرد الأسماء الحقيقية لرؤساء الحكومات التي تسببت قراراتهم المنحازة للطبقة الثرية بتدمير حياة الفقراء. هل كان خيال أي كاتب ليصل إلى هذا المدى؟ ما هي صورة فرنسا في خيالك. هل الواقعية تدمر العمل الأدبي؟ وماذا لو كان الواقع أغرب من الخيال؟


 المقال على منصة مرداد

رواية : نساء من خزف المؤلفة اماني عنان

بداية الإهداء اعتقد انه للقارئ ...اهداء جميل .. 

الرواية مكونة من 7 فصول تتوزع عليها أحداث الرواية ... 

تدور أحداث الرواية عن مجموعة من رفيقات السكن ...لكل واحدة منهن حكاية تعيشها ...

برعت الكاتبة في استخدام أسلوب السرد الموضوعي الذي جعلت فيه كل شخصية تتصرف كأنها راوي مستقل فنسمع في كل مره صوت ورأي كل شخصية من الشخصيات ونتنقل بين الشخصيات المختلفة لنسمع رأي وحكاية كل شخصية ...

وهناك مناجاة النفس لكل شخصية وهو الحديث الذي يدور في خاطر واحاسيس الشخصية...

 تتابع وتتداخل الأحداث من خلال السرد والمناجاة والتعليق الذي من خلاله توضح الكاتبة رأيها في كثير من المواقف والمواضيع الاجتماعية وتوجه النقد والتحليل ... 

يشعر القارئ ان جميع الشخصيات رئيسية ويعيش صراع الخير والشر والغيرة والحسد ...

الحوارات شيقة .. أغلقت الكاتبة جميع الملفات ولم تترك أي نهاية مفتوحة ...

صوت الأنثى ورأيها كان واضح وغالب ورأينا معالجة وتفسيرات من وجهة نظر أنثوية...

 هناك ملاحظات لاذعة وقرصات ساخرة لممارسات يفرضها المجتمع على المرأة... 

شعرت أن هناك معالجات سينمائية لبعض المشاهد قد تكون مفتعلة ... 

الرواية اجمالا رائعة وتستحق القراءة وتشد القارئ من الصفحة الأولى... 

 


 

قراءة لرواية الحي الروسي لخليل الرز:


بدأت الرواية بفصل عنوانه الزرافة وانتهت بفصل يحمل العنوان ذاته ...
فيها مزج بين الواقع والخيال ...
السرد فيها غني بالتفاصيل ...سرد هادئ يتم ببطء يهتم بكل شيء ...
يتضح الخيال من سرد مشاعر الحيوانات وأفكارها وتعاملها مع البشر ...
هل هذا نوع من الشفافية والمشاعر الحساسة التي تهتم بالتكامل بين البشر والطبيعة؟
 
يلخص الكاتب فلسفته في صفحة 227:
"لا توجد فكرة واحدة يؤمن بها كل الناس في الحي الروسي، ولا يجمعهم فيه تاريخ طويل، وليس هناك موروث مقدس موحد ينبغي تخليده، ولا أحد مكترث أصلا بأي حد لأي سيف أو أي عقيدة جاهزة يابسة، ليسوق طريقة محددة بالحياة ويسفه أخرى. ثم إن الإحساس بالمفاهيم الكبرى والرسالات الخالدة عموما، مقدسة كانت أو غير مقدسة، كان دائما ضعيفا جدا عند كثير من الناس، ولا أعتقد أنه كاف لأن يجعل أيا منهم يموت من أجل معتقداته مهما كانت الأسباب. الناس هنا ، منذ ظهور الحي الروسي، كانوا دائما أوصالا حية قادمة من أوطان بالية وعقائد بالية وطوائف بالية وقبائل بالية، تجمعهم الرغبة الأرضية الخالصة بالحياة، وليس لرغبة بأي هوية واحدة مؤبدة تحبسهم من جديد في فكرة متعجرفة كاملة".
 
في هذه الفقرة يضع المؤلف أسباب الخلافات والحروب من وجهة نظرة ...
في الحي الروسي في الرواية يسمع الناس المدافع ويشاهدون على شاشات التلفزيون ضحايا القتل اليومي لكنهم يمارسون طقوس حياتهم اليومية دون اكتراث...
يوجه النقد للسلطة أيضا دون مواربة ...
 
تنتهي الرواية بتورط أهل الحي الروسي بتشييع جنازة ...
حتى عند الموت لا وجود لحرية الدفن...
 
الزرافة لماذا ترمز في الرواية؟
ولماذا الحي الروسي، والشخصيات الروسية في الرواية؟
 
لغة الرواية جميلة لكن الكاتب يستخدم ألفاظ غير متدوالة يصعب إيجاد معناها ...
الشعور بالملل ينتاب القارئ بسبب السرد المهتم كثيرا بتفاصيل التفاصيل لاحداث لا تبدو ذات أهمية ...
 
أظن المؤلف تعمد ذلك ليوصل فكرته...

 

قراءة لرواية درويش صنعاء للدكتور أحمد الصياد

 


صورة الغلاف وعنوان الرواية شدني بكل تأكيد....هل في صنعاء دراويش؟
الرواية عن أحداث فترة حصار صنعاء ...حصار السبعين يوم .
الدرويش شخصية رئيسية في الرواية ...صوفي مغربي قادم من مدينة فاس يبحث عن جذوره اليمنية...ليجد نفسه عالق في أحداث السبعين يوم ...
يتعرف على أحد الملكيين وهو شخصية نمطية بشعة لا تملك أي ملامح طيبة شكلا ومضمونا...
وفي طريقه يتعرف على أحد المقاومين غمدان...الذي يمثل جانب الخير والجمال في الرواية...
 
الرواية إلى حد ما تشبه العمل التوثيقي...
الحوارات فيها لها نبرة خطابية... خطب رنانة وكلام ثوري لا يتخلله حوارات طبيعية ...سوى الكلام الصوفي للدرويش والاستعانة بالاشعار...
 
والحوارات في الغالب تعتمد على شرح المقاومين للدرويش ماذا يفعلون ...
قصة الحب تبدو مفتعلة ...غير طبيعية خاصة عندما تصل وردة إلى المستشفى الجمهوري وتزيح اللثام عن وجهها الجميل لترسل القبلات باتجاه غمدان الجريح ( الخيال هنا ذكرني بالأفلام الهندية ) ...
 
وهناك أحداث غريبة مثل أن نجد أبطال الرواية على ظهر سيارة متهالكة يسابقون الريح!!!
 
اللغة أحيانا تشبه لغة معلق على مباراة كرة القدم:
"يالها من ملحمة تاريخية! ياله من انتصار! يالها من فرحة"
 
وأحيانا يشعر القارئ أنه أمام موضوع قراءة في منهج المدرسة الابتدائية، خطب رنانة وكلام منمق، غير طبيعي. نبرة خطابية لا تناسب السرد الروائي أو الحوارات الحقيقية بين الناس في الواقع.
 
تركيز المؤلف على توضيح الدور البطولي لحركة القوميين العرب والبعث والناصريين والماركسيين والمستقلين في صفحات قليلة جعل كثير من أحداث الرواية غير مفهومة ...
تصوير القتال بين من كانوا يوم شركاء في الثورة والدفاع عن صنعاء كان مؤلم خاصة وأن الوضع على ما يبدو لا يزال مستمر حتى اليوم ...انبعاث للطائفية والقبلية والعنصرية ...
اقتباس أعجبني من الرواية:
" ما العدالة إلا إرواء اشجار الفاكهة، وما الظلم إلا إرواء الشوك"
رواية تثير عدد كبير من التساؤلات حول تاريخ غير واضح المعالم خاصة لفترة لعبت دور مفصلي في تحديد مستقبل البلاد ...

 

قراءة لرواية: كوباني..الفاجعة والربع - جان دوست

 

رواية محزنة ...
مفجعة كما جاء في العنوان: الفاجعة والربع ...
نهاية محزنة جدا ...
موت كل شخصيات الرواية بتسلسل هادئ...
الكاتب أبدع كثيرا في سرد أحداث الكارثة وكيف قضت على عائلة كاملة ...
لم يبق أحد من تلك العائلة ...
مدينة دمرت ...تحولت لإنقاض...خراب ...
والعالم يتفرج على شاشات التلفاز دون تدخل ...تقصف الطائرات الامريكية وتحول المدينة لكومة من الانقاض...
لكن داعش تعود لتكمل مسلسل الذبح ...
 
من الصفحة الأولى نتعرف على حكاية تلك العائلة ...نرصد ملامح أفرادها...
نعيش أفراحهم وأحلامهم ونحزن لالامهم وخساراتهم...
نتجول في شوارع المدينة ونعرف طبائع سكانها ...ونعيش الفاجعة بكل تفاصيلها...
 
كما قال عنها البروفسور عقيل المرعي:
" هذه الرواية ملحمة بحق تلتقي فيها الأجيال والأجناس والاعراق، تتحاور، تختلف، تتشاجر، تتفق."


 

فنون الأدب الشعبي في اليمن لعبد الله البردوني

 

يحتوي الكتاب على لمحة عن الحكايات الشعبية ومفرداتها مثل الجن ..والمراة ...والأرض...والعشق...النموذج الإنساني في منظور الحكايات...
واعطى لمحة عن أحمد بن علوان وحقيقة ماينسب إليه...
ويذكر ان الامام احمد ، امر بهدم ضريح احمد بن علوان لهذا قيلت عبارة أحمد ياجناه...لاعتقاد الناس ان الضريح يحميه الجن والإمام تغلب على الجن...
 
يتطرق للحكيم على بن زائد وحكمه التي يتداولها الناس عبر الأجيال...
اعجبني ما كتبه عن فن الزوامل والأغاني الشعبية ...
الفصل الأطول كان عن الامثال الشعبية ، وفلسفتها...
وجعل لكل نوع من الأمثال عنوان : 
فلسفة الحياة في الامثال ، والاشاعة في الأمثال، و المراة في الامثال وهكذا ...
وتحت كل عنوان يعرض بعض الامثال ويشرح ذلك المثل ...
 
الكتاب احتوى على 581 مثل شعبي ...عدد كبير منها سمعته من جدتي ولا يزال يستخدم بشكل يومي في الحياة اليومية في صنعاء ..
 
من الأمثال التي ذكرها الكتاب:
من سار دلى ما رأى بلى...
طريق الأمان ولو مسير ثمان...
ياشيخ ما مشيخوك إلا الرجال، وإلا أنت رجال من جيز الرجال.
الساكت ماله حق...
فتحوا له يتشاقر دخل يرقص.
 

 

قراءة لرواية وحي لحبيب عبد الرب سروري

 

بداية الرواية فازت بجائزة كتارا 2019...
الرواية تدور حول غسان العثماني بطل الرواية ...تصله رسالة إلكترونية...
ايميل من شخص مجهول ...
ونعرف أن غسان يعيش في عدد من المدن الأوروبية...
في ايميلاته المتعددة نعرف شيء عن أيام طفولته وتلك الحادثة التي غيرت مجرى حياته في جامع العيدروس...ويروي جزء من مشهد أحداث 13 يناير الذي تقاتل فيه أبناء البلد الواحد ومات آلاف الناس ...
الحوار يطغى على أحداث الرواية ...
أو بمعنى اصح صوت الراوي الذي يحكي ذكرياته ويثير اسئله فلسفية حول حقيقة الدين والوحي وعلاقة السماء بأهل الأرض والتخلف والجهل ...يربط تلك الحادثة في جامع العيدروس بالكثير ...يومها يكتشف حقيقة كذب وزيف امام الجامع والولي الذي جاء أهل القرية للتبرك به والتوسط به عند رب السماء ...
 
الحوارات الفلسفية رائعة جدا ...
لكن بطل الرواية رغم كل الحكمة التي تفيض منه لم يستطع أن يتغلب على عنصريته ...رغم انه وصف بشاعة أحداث 13 يناير...
وسوء الأحوال في عدن في تلك الفترة إلا أنه ارجع كل ما لحق بعدن لاهل شمال اليمن وتخلفهم...
حكمته وفلسفته العميقة تعثرت...

 

حافة اسحاق

 

الكتاب كما جاء في العنوان ما تيسر من سيرة الإنسان والمكان ...
سيرة ذاتية للكاتب عبد الرحمن بجاش، والمكان تعز والقرية ...
يصف الكتاب المكان بطريقة جميلة ...
يذكر لقطات من طفولته ...من دهشة الطفل الذي رأي السيارة لأول مره ...
رؤية الإسفلت وغيرها من الملاحظات الطفولية ...
العيد ...
رمضان ...
التمسية...وشخصيات عرفهم في طفولته ...
لم يكن السرد متتابع ، بل ينقل القارئ من حدث لآخر ثم يعود للمكان السابق ...
الاهداء لفتة جميلة من الكاتب ...
 
وأعجبني قوله في البداية: 
" هنا بالفعل ما تيسر من سورة المكان والإنسان، غطت حدود المكان الذي كنت أتحرك فيه..فقد بالغ أهلنا في تحديد حركتنا، ولهم عذرهم".
 
وقدم للكتاب الدكتور عبد العزيز المقالح...
رأيت الكتاب في معرض الكتاب بالقاهرة ...
شدني وأضفته لعدد من الكتب التي جمعتها لكتاب يمنيين ...
هناك ملاحظة على الكتاب وغيره من الكتب التي تطبع في اليمن ...
في محاولة للفهم ....
لماذا لا تتم مراجعة الكتب لغويا قبل طباعتها ...أم أن المطبعة هي سبب تلك الاخطاء؟
الأخطاء تقلل من قيمة الكتاب عادة...وتربك القارئ أحيانا...
 

 

قراءة للجزء الثالث من رواية: بحثا عن الزمن المفقود (جانب منازل غرمانت) - لمارسيل بروست:

 

"جانب منازل غرمانت"، هي الجزء الثالث من رواية مارسيل بروست "بحثا عن الزمن المفقود" المكونة من سبعة أجزاء. الرواية حافلة بعدد كبير من الشخصيات، وهي عكس الروايات التي تركز على عدد محدود من الشخصيات.
في هذا الجزء من الرواية يلخص الراوي تاريخ الأسر الحاكمة والارستقراطية الفرنسية في ذلك الزمن، وطبيعة العلاقات بينها. يسهب في شرح الأنساب وأصول الشخصيات، وأصل الأسماء، وتسمية القصور بتلك الأسماء، ولربما تختفي الأسرة من الوجود ويبقى القصر حاملا الاسم.
نعيش عبر صفحات طويلة – 668 صفحة - مع الراوي في صالونات المجتمعات الراقية، نستمع للأحاديث المنمقة وأنواع النكات والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات بين أبناء الطبقة التي تهوى النميمة، وتناقل الأحاديث المفتعلة، والمتكلفة والمصطنعة؛ إلى جانب التسابق والتنافس والادعاءات أي أفراد الأسر أفضل عبر سرد البطولات وأيها أكثر عراقة.
نعرف كيف كانت ألقاب العائلات تحدد المكانة الاجتماعية للفرد. ويقارن الراوي صفات ومميزات الأسر الارستقراطية المختلفة. ويشعر القارئ أنه يعيش وصف لحقيقة الطبقة الارستقراطية الفرنسية، ويرصد التغيرات التي حدثت في المجتمع الفرنسي في تلك الفترة التاريخية، بكل ما فيه من ادعاء وثقافة وفنون متنوعة.
من المواقف المؤثرة في الرواية الفصل الذي تمرض فيه جدة الراوي، وتشبيه ما يقوم به الطبيب مع مرض الجدة بعمل الجنرال وعظمته وهو يتخذ قرار على الصعيد العسكري.
نشعر بعمق الألم والوجع الذي تعاني منه الجدة عندما يتذكر الراوي ما قالت له ذات مرة:
" لقد سبق أن قالت لي في "بلبيك"، ذات يوم تم فيه غصبا إنقاذ أرملة ألقت بنفسها في الماء (وربما دفعها إلى القول واحد من صنوف الحدس التي نقرؤها أحيانا في خفايا حياتنا العضوية، مع أنها شديدة الإبهام، ولكنما يبدو أن المستقبل ينعكس فيها) إنها لا تعرف وحشية مماثلة لانتزاع بائسة من الموت الذي أرادته وردها إلى شديد عذابها".
وتعج الرواية بالشخصيات الأسطورية مثل "ثيسيوس" أحد ملوك أثينا الاسطوريين، و"ايكاروس" ابن دايدالوس اللذان كانا محتجزين في متاهة جزيرة كريت عقابا لهما، واستعانا بأجنحة للهروب بعد تثبيت الأجنحة بالشمع، و"بروميثيوس" العملاق الذي حارب في صف الآلهة ضد العمالقة، وهو الذي شكل البشر وسرق النار من جبل الأولمب واعطاها للبشر.
وتبدأ الرواية بوصف تعلقه بالسيدة غيرمانت: "وفي كل مره ينفتح فيها الباب الرئيسي كانت حركته تتوالى في فؤادي اهتزازات تستمر فترة طويلة لتهدأ. وكيف تصنع من نزهتها الصباحية قصيدة كاملة من الأناقة وأرق الزينة وأطراف أزاهير السماء الصاحية".
تعج الرواية بأخبار الفن والأدب واللوحات الفنية والعروض المسرحية والألحان الموسيقية وتعطي للقارئ لوحة متكاملة عن ثقافة العصر الذي عاش فيه بروست. فنجد أسماء الكبار أمثال: الفنان رامبرانت، واتو، بوشيه،وبيرنار باليس، والممثل هيبوليت، وآريس، وإيسمين، والروائي ستاندال، وبلزاك، وفيكتور هيغو، وفولتير، ولا مارتين، وجوته،وتولستوي، والعالم الرياضي بوانكاريه، ونابليون، وفاغنر، وغوستاف لومير، وبيتهوفن وآخرين.
عبر صفحات الرواية تتدفق ذكريات الراوي من مخزون الذاكرة لتستدعي العديد من الشخصيات والذكريات الدقيقة لتشكل تاريخ فرنسا كلوحة فنية غنية بالألوان والسحر.
نُشر هذا الجزء من الرواية في العام 1921، ويعرج فيه الراوي للحديث أيضا عن الحروب والخدمة العسكرية، وقضية دريفوس الشهيرة، وأخبار الاكتشافات العلمية وظهور الهاتف والسيارة والاكتشافات العلمية في مجال تلقيح النباتات. وتعليق إحدى الشخصيات على المعلومات العلمية بشأن التلقيح في النباتات كما جاء في الصفحة 577: " ...قد لا تدعو الحاجة على أي الحال إلى المضي بعيدا جدا. ذلك إنه يجري فيما يبدو، في حديقتي الصغيرة وحدها، وفي وضح النار، أمور غير محتشمة أكثر مما يجري ليلا...".
واستطيع القول أن مارسيل بروست نجح في جعل القارئ يعيش الماضي كأنه واقع، بأسلوب بروست في الكتابة، ذلك الأسلوب القائم على الجمل الطويلة المعقدة والتفاصيل التي لا تنتهي، والنقاشات والحوارات الطويلة. وما نقرأ حاليا هو نتيجة لما فعله بروست وهو ينشر كتابه، ففي كل مره كان يراجع فيها بروست ما نشره، كان يرى النواقص فيحذف أجزاء ويضيف أخرى.
وكما قال آلان دو بوتون في كتابه " كيف يمكن لبروست أن يغير حياتك": أن الرواية قد تكون نتاج جهود أكثر من بروست الأول الذي كان قد كتب المخطوطة، وبروست الثاني الذي أعاد قراءتها، وبروست الثالث الذي صحح بروفات الطباعة.
هل أنصح بقراءة الرواية؟ نعم، رغم طولها وشعور القارئ في كثير من الأحيان بالملل، لكنها تجربة تستحق أن يخوضها القارئ الذي يعشق القراءة ويستمتع بسحر الكتب.
اقتباسات من الرواية:
"الثروة لا تعني السعادة وأن العقل والقلب والموهبة هي المهمة وحدها"
" ليس الماضي



سريع الزوال، بل هو لا يبرح مكانه"
جميعنا متساوون أمام الموت على أية حال..."
"اختيار الإقامة في مدينة، يساوي امتلاكها روحيا".
(نُشرت بمجلة مدارات الحروف العدد السابع)
 
قراءة للجزء الأول من الرواية - جانب منازل سوان:
 
 
قراءة للجزء الثاني من الرواية - جانب منازل سوان:
 
 
 

قراءة لرواية بحثا عن الزمن المفقود

 

رواية مارسيل بروست: بحثًا عن الزمن المفقود تتألف من سبعة أجزاء، يستعيد فيها المؤلف ذكريات الزمن الماضي ويحاول إحيائها بأدق تفاصيلها ليعيشها القارئ كأنه هناك يشعر بكل تفاصيل الماضي بما فيه من أحاسيس ومشاعر وشخصيات متعددة. الرواية بجميع أجزائها تظهر فيها 2000 شخصية، يحتاج القارئ أن يتأقلم مع كل هذه الشخصيات المتعددة في الرواية دون أن يتوه.

في ظلال ربيع الفتيات

عدد صفحات الجزء الثاني من الرواية والذي يحمل عنوان: في ظلال ربيع الفتيات، 589 صفحة. أسلوب الكاتب كما في الجزء الأول يعتمد على الجمل الطويلة، بل بالغة الطول وتحتوي جمل اعتراضية، تصيب القارئ بالتوهان. ويحدث أن يشعر القارئ بالحيرة ، وقد يعود لقراءة الفقرة من جديد لعله يفهم ماذا يريد الكاتب قوله عبر كل هذه الكلمات الكثيرة.  ما يزيد من ارتباك القارئ لغة الترجمة، والأخطاء المطبعية مما يضاعف مشقة القراءة.

الكاتب لا يقول ما يريد مباشرة، يفضل اللف والدوران حول الفكرة، وينتقل من فكرة لأخرى دون مقدمات. وفي زحمة كل تلك الجمل الطويلة يشرح الكاتب المشاعر ودواخل الشخصية بدقة .

يصور كيف يشعر الراوي في الرواية عند رؤية الكاتب الشهير الذي كان يحلم بمقابلته، يصف مشاعر الخيبة، عندما يراه لا يشبه الصورة الجميلة التي رسمها له في مخيلته. ويرصد المؤلف بدقة عجيبة كيف تتغير نظرة المجتمع بمرور الزمن لقضايا معينة، وكيف يمكن لأمر معقول أن يصبح لا معقولًا ولا مقبولًا بعد فترة من الزمن. فلا شيء يثبت في عالم البشر.

لغة أدبية راقية

من الملفت للانتباه في الرواية رغم انغماس الكاتب في التفاصيل، فإنه عند الحديث عن بيت الدعارة، الذي سيزوره الراوي، لا يستخدم أي لفظ خارج عن الأدب واللياقة. حتى وهو يصف الأفعال والتصرفات هناك، ويكتفي بالتلميح. عكس روايات يتفنن كُتابها في إغراق رواياتهم بالأوصاف الإباحية والجنسية. الراوي يقع في حب جيلبرت التي لا تبادله مشاعره. وعبر صفحات طويلة يصف لنا العذاب الذي يعانيه بسبب تجاهلها له. حديث النفس الطويل يشتت ذهن القارئ ويبعث على الملل في كثير من الأحيان.

يصف مشاعر الذكور في مرحلة المراهقة وكيف يعشقون جسد الأنثى، فهو يعشق كل أنثى. يحب للحب. مستعد للوقوع في عشق أي أنثى تستجيب لمشاعره.

فلسفة الكاتب

تعجّ صفحات الرواية بنظرة الكاتب أو الراوي وفلسفته في الحياة وخبرته في العلاقات بين البشر ، وتقييم الأشخاص. يحلل كل شيء بالتفصيل الملل: الفن، الأثاث، الأشياء، الحب، العلاقات الاجتماعية…فيشعر  القارئ أنه متورط مع متحدث ثرثار لا يريد أن يتوقف عن الكلام، فهو لا يحكي أحداث متلاحقة مثيرة بل يفسر ويخمن ويظن ويحلل، ويحدثنا عن دواخل النفس وتناقضات المشاعر وعذابات من يعانيها، من يعاني القلق والخوف والانتظار، فالكاتب يهتم بكل شاردة وواردة.

ويهتم برصد أدق التفصيلات لأفكار الناس وتصرفاتهم وطبيعة حياتهم واهتماماتهم، تفاصيل صغيرة جدًّا قد لا نراها أو لا ننتبه لها، لكنه يرى أنها تستحق الذكر.

مدرسة بروست في الكتابة

عادةً في الروايات تكون هناك أحداث مشوقة ، ويتم الاستغناء عن التفصيلات التي لا قيمة لها في سير الأحداث. لكن هنا التفصيلات كثيرة وكأنها هي الهدف. حذف ما ليس له داع أو لا يدفع بالأحداث للأمام، بروست لا علاقة له بهذه القاعدة الحديثة للكتابة.

تاريخ مرحلة زمنية

يرصد الكاتب ببراعة الصراع بين الطبقة البرجوازية والطبقة الارستقراطية التي كانت تحكم من قبل، وهي الآن تفقد مراكزها بعد أن تغيرت الطبقة الحاكمة في البلاد وتحولت إلى جمهورية. يصف بدقة الأماكن والأسماء والملابس والقصور والكنائس والشعراء والموسيقيين والأدباء والمسرحيات. يرصد حياة المجتمع بكل مافيها من بذخ للطبقة التي عرفها الناس في ذلك الزمن. ولا ينسى أن يصف لنا بدقة عالية الأثواب التي كانت ترتديها نساء الطبقة الارستقراطية. فنرى أثواب البروكار الكرزي أو الدمقس الأخضر.

يعرض رأيه في الفن والأدب ويلخص طباع الناس وتصرفاتهم الغريبة. ويسهب بالحديث عن المسرات الفكرية. المسرات الفكرية وصف جميل لتعلقه الدائم بكل ما له علاقة بالفن والأدب.

أستطيع الادعاء بأن الانتهاء من قراءة جزء من أجزاء رواية “بحثا عن الزمن المفقود”، يعد إنجازًا يستحق الذكر. إنجازًا لا يتم إلا بوجود إصرار قوي لمتابعة قراءة رواية تتكون من سبعة أجزاء بعدد كبير من الشخصيات، وبأسلوب روائي يحتاج لكثير من الصبر والعناد، خاصة وهذا الجزء من الرواية حصل على جائزة غونكور للعام 1919م.

المترجم إلياس بديوي يستحق الشكر لما قام به من عمل غير عادي بترجمة عمل مثل هذا. صديقة تقرأ الرواية باللغة الفرنسية، لغة المؤلف تشكو من صعوبة قراءة الرواية بسبب أسلوب السرد الطويل وغير المباشر. وهذا ينفي سوء الترجمة.

رأي الناقد كازو إيشيغورو أشعرني بالارتياح فلست وحدي من شعر بالمعاناة وهو يقرأ رواية بروست التي أصر على قراءة كل أجزائها، والتي وصفت بأنها أعظم عمل خيالي. قال إيشيغوز في مقابلة:  “أريد أن أكون صادقًا تمامًا فأنا أجد بروست مُملًّا للغاية بصرف النظر عن المجلد الأولي له”.

 

قراءة للجزء الأول من الرواية - جانب منازل سوان:
https://ahlamyemenia.blogspot.com/2021/03/blog-post_10.html

 

قراءة للجزء الثالث من الرواية- جانب منازل غيرمانت:

https://ahlamyemenia.blogspot.com/2021/09/blog-post_11.html 


 رابط المقال على موقع زد:

https://ziid.net/art-intertainment/read-a-novel-in-search-of-lost-time/

قراءة لرواية حطب سراييفو لسعيد خطيبي:

 


لغة الرواية جميلة وسلسة غير متكلفة...
عرض المؤلف تفاصيل لآلام الناس في بلدين مختلفين ...
فالمعاناة واحدة مهما تغيرت الجنسيات...
القتل والاغتصاب والتدمير والعبث بمصائر الناس يترك الجراح ذاتها...
رصد ذكي لعذابات الناس وكيف تتأثر حياة الناس في مدن مختلفة... 
 
الرواية تشد القارئ من البداية ...
تحكي قصة شاب جزائري وقصة شابة بوسنية ... كل منهما سيهاجر بلده بحثا عن مكان أفضل وهربا من واقع صعب ...
يتناوب كل منهما سرد حكايته عبر فصول الرواية....
تتداخل الأحداث ونعرف الكثير عن بشاعة ما حدث في البلدين ...
 
"لا أحد صار يثق في الآخر، الكراهية تعددت مثل الكوليرا، التي أصابت اجدادنا في زمن قديم، ومن يخرج صباحا من بيته، لا يضمن العودة إليه "
 
العيب في الرواية ان دور النشر العربية لا تهتم كثيرا بالتحرير الأدبي...فتنشر كتاب يحوي أخطاء إملائية او مطبعية ...
اذا فازت هذه الرواية بجائزة البوكر فهي تستحق ذلك من وجهة نظري ...
(لم تفز الرواية بالجائزة، وصلت إلى القائمة القصيرة) 


اليمن، رحلة إلى صنعاء - عام 1877 - 1878" لرنزو مانزوني.

أعجبني الكتاب كثيرا...
كتاب رائع لمن يحب أدب الرحلة ...
لكن هنا كتاب رحلات تاريخي ...
الكاتب يصف البلدات التي يمر بها بما فيها من جبال وصحراء ونباتات ...يصف ملابس الناس وعاداتهم ولباسهم...
 
اليمن في العام 1877 شيء مثير للخيال ...كأن هناك الة للزمن اعادتنا إلى هناك ...
هدف رحلته صنعاء ...لم يقل شيئا عن عدن التي بدأ منها الرحلة من جبل حديد حيث وجد طريق يصلح للقوافل..
 
يتحدث عن قرية الشيخ عثمان وسبب تسميتها بذلك الاسم...ينطلق في رحلته مع قافلة في طريقها إلى بير أحمد غربا الطريق الأطول لكنه أكثر أمنا... طريق لحج ينتشر فيه قطاع طرق من البدو ...
 
يمر ببلاد العبدلي ويصف السماسر التي تقف فيها القوافل ...
ويذكر ان عرب اليمن ، بلد قهوة الموكا لا يستهلكون البن، بل يبيعون الحبوب ويستهلكون قشرة البن ويصف طريقة تحضير القهوة في الجمنة......
 
يذكر رغم وجود نبات الحشيش إلا أنه لم يجد أحد يدخن الحشيش أو الأفيون ..لكنه وجد عادة أخذت من الهند وهي وضع التبغ في الفم ...البردقان ...
يتحدث بانبهار عن صنعاء وجمال منازلها ونظافة شوارعها وأناقة ساكنيها ...وعدد الحمامات فيها ويذكر انه في المغرب لم يتمكن من دخول الحمام لانه مسيحي نجس ، لكن في اليمن كان يذهب للحمام باستمرار بسبب طيبة وتسامح اليمني ، يصف الحمام بدقة وطريقة الاستحمام وطقوسه....
 
تعلم اللغة العربية وتعلم الكثير عن الدين الإسلامي ويستغرب للمخالفات الدينية التي يقع فيها الناس بما في ذلك التخلف الذي يتنافى مع تعاليم الإسلام...
 
الكتاب يعطي فكرة واضحة عن اليمن في تلك الفترة بصراعاتها السياسية وأحوال الناس المعيشية ومعاناتهم من سياسة الأتراك المتعالية وفرض الضرائب المجحفة على المزارعين والتي تسبب البؤس والفقر ...
وعند عودته إلى عدن كانت هناك اشتباكات بين بعض المتمردين او الثائرين على الأتراك. 
 
الترجمة رائعة، لكن المترجم وجد صعوبة في ترجمة أسماء بعض المناطق اليمنية ...المؤلف كان يسجلها بالحروف اللاتينية كما تعلم نطقها باللهجة اليمنية واعتقد لأن المترجم لا يعرف اليمن لذا كان يكتب تلك الأسماء بطريقة غير صحيحة ...
من الطريف أن المؤلف وهو يذكر الألفاظ المتعددة التي يستخدمها الناس للقسم بالله...
 
يتسائل كيف يكثرون من الحلف والقسم بالله رغم أن القرآن يحذرهم من ذلك...
ينقص الكتاب رسومات ومخططات وضعها المؤلف ويشير إليها حتى في وصفة لأحد الألعاب التي تعلمها، لكن تلك الرسومات التوضيحية لا وجود لها في نهاية الكتاب ...
المؤلف مصور لهذا اخذ عدد من الصور خلال رحلته ، في خلفية الكتاب بعض الصور، مع صورة للمؤلف.
 
في احد الصفحات لا يكمل المترجم ترجمة حكاية ذكرها المؤلف وحسب رأي المترجم أنه لا يتوقع صحتها ...وهذا يدعو للتساؤل: 
هل يحق للمترجم التصرف فيما يقوم بترجمته؟

 

كيف تكتب الرواية لجابرييل غارسيا ماركيز

 

الكتاب 281صفحة ...عدد من المقالات المتنوعة التي جمعت في كتاب ..
عنوان الكتاب كان عنوان أحد مقالات الكتاب...
المقالات متنوعة عن الكوكاكولا وفوبيا الطيران...وأشياء أخرى يتناولها الروائي ماركيز بأسلوب ساخر ..
يقول ليس هناك وصفة جاهزة لكتابة الرواية...
في احد المقالات ينتقد الصحفيين ونشرهم لمقابلات لم تحدث...
"عيب المستر كينيكوب"
"أبهة الموت"
"الزوجات السعيدات ينتحرن في الساعة السادسة مساء"
هذه المقالات الثلاثة اعجبني كثيرا محتواها...
في مقال الزوجات السعيدات يدهشني برأيه المتعاطف مع النساء ...وكيف تنتهي حياة الكثيرات بالانتحار هربا من الإهمال بعد أن قدمن كل شيء للزوج والأبناء...
مقال من النادر أن نسمعه من رجل ...
 

 

وداعا للسلاح إرنست همنجواي

 

وداعا للسلاح من أهم الروايات التي كتبها أرنست همنجواي ...
وتحولت لأفلام ومسلسلات ...وهي من اكثر روايات همنجواي مبيعا.
الرواية تدين الحرب وبشاعتها...
تدور حول سائق لسيارة اسعاف في الحرب العالمية الأولى في الجبهة الايطالية ...
يصاب بشظايا ويدخل المستشفى...يتعرف على ممرضة انكليزية فيقع في غرامها....
الرواية منعت في إيطاليا لانها تصف انسحاب الجنود بعد اختراق النمساويون الخطوط الايطالية في معركة كابوريتو...
ويقال أيضا انها منعت من التداول في البداية بسبب محتواها الجنسي ...وتم تعديل الرواية ...ووضع الكاتب لها 47 نهاية مختلفة ...
النقاد اعتبروها سيرة ذاتية للكاتب ...وتعد اعظم رواية حربية على الإطلاق...
هي تدين الحرب وما تسببه من مآسي للناس...وتصف جزء من البشاعات التي يتعرض لها الناس والجنود ...
لكن هناك شيء ما مفقود في الرواية ...
شيء جعلها بلا طعم ...
حكاية باهته
هذه النسخة بلا روح ...
هل المترجم وضع لمساته مثلا؟
كما أن الاخطاء المطبعية والحروف المفككه كانت مزعجة ...
من قرأ هذه الطبعة؟