قراءة لرواية أرض المؤامرات السعيدة لوجدي الأهدل

 


بعض الأعمال الأدبية لاتحتاج للخيال ...
لأن الواقع في بلادنا أغرب من الخيال ...
الرواية تضع القارئ داخل أحداث متلاحقة لصحفي يخدم السلطة الحاكمة يبرر ويلمع صور الفساد ويلوي أعناق الحقائق فيسرد بطولات القتلة والمغتصبين ...
ويصور الطفلة التي تعرضت للاغتصاب بمظهر المجرمة...
تقرأ الرواية وأنت تتخيل أبطالها...
المؤلف استطاع رسم الشخصيات بدقة بالغة ...
اللغة البذيئة والخارجة عن حدود الأدب كانت مناسبة لتلك الشخصيات ...
تصوير واقعي ...مؤلم ...لواقع كل ما فيه موجع ...واقع يصعب شرحه...
لغة الرواية سهلة وأقرب إلى العامية ...
استطاعت الرواية بنجاح ان تصور للقارئ جزء مما يحدث في بلد بلا قانون، تنتهك فيه إنسانية الإنسان وكرامته ...
من يحكم يملك الناس وأقواتهم...ويحولهم لخدم بلا مشاعر ولا كرامة...
بلد فيها من يستطيع بسهولة استخدام كل الالاعيب والمؤامرات والاشاعات التي تضمن استمرار سيطرته على حياة الناس ومصائرهم...
أرض المؤامرات السعيدة من الروايات التي تترك غصة في حلقك وتبقى أشباح شخصياتها معك لبعض الوقت..
وكما جاء على لسان بطل الرواية في صفحة 13:
"نعم، إن المال هو الذي يحفظ للإنسان إنسانيته"...
 
ويقول في صفحة 146:
"ولكنني إنسان جبان، يخشى القتل ، ويخشى الفقر الذي هو أسوأ من القتل، ويخشى خسارة وضعه الاجتماعي الذي هو فاسد ومجلبة للعار.
يقول الإنسان في البداية إنما هي خطوة صغيرة وينتهي الأمر، ولكن الخطوة الخاطئة تتبعها خطوات، إلى أن نضيع الطريق ونمضي في التيه".
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل