قراءة لكتاب على مقهى الوجودية: الحرية والوجود وكوكتيلات المشمش - سارة بكويل
يبدأ الكتاب بالمقهى وثلاثة من الاصدقاء الفلاسفة الشبان، جان بول سارتر ، وسيمون دي بوفوار، وصديقهما رايموند آرون الذي يحدثهم عن مصطلح جديد قادم من برلين اسمه الفينومينولوجيا...انهمكوا في الثرثرة والقيل والقال وهم يشربون كوكتيلات مشمش يتميز المقهى بتقديمها...
وتسرد المؤلفة بلغة جميلة، تشبه سرد رواية، قصة الفلاسفة مع الفينومينولوجيا ..
الفلاسفة التقليديون يبدأون غالبا بالنظريات أو البديهيات المجردة، أما الفينومينولوجيون الألمان فذهبوا إلى الحياة مباشرة كما يجربونها، لحظة بلحظة.
مع صفحات الكتاب ال400 تقريبا يتعرف القارئ على مايشبه السيرة الذاتية لعدد من فلاسفة الوجودية ...هوسرل، هيدجر، هيجل، إليسون، فرانز فانون، جاك دكلو، البير كامو، حنة أرندت، وليام باريت، بلدوين، كيركجارد، كوفمان، ايمانويل ليفيناس، كولن ويلسون، وغيرهم ...
علاقاتهم...صداقاتهم...تأثرهم بأفكار بعضهم ...
خلافاتهم...
يتعرف القارئ على ظروف تلك المرحلة ...
الحرب العالمية وماصاحبها من قلق وضغوط...وكيف أثرت على الأفكار...
تذكر المؤلفة أن الوجودية التي انتشرت في جميع العالم أثناء خمسينيات القرن العشرين وستينياته ، اكثر من أي فلسفة أخرى حديثة ساعدت على تغيير أساس وجودنا اليوم بطرق جوهرية. وألهمت الكثيرين بهجر المعتاد المألوف، بحثا عن مزيد من أشكال التحرر الشخصي.
استمتعت بقراءة الكتاب، ويستحق قراءة ثانية متأنية...
تساءلت كيف تغيرت أوروبا رغم ما أصابها من دمار بسبب حربين عالميتين دمرت الكثير، لكن وجود عقول تفكر وتتفاعل غيرت وأثرت...وطورت.
تعليقات
إرسال تعليق