قراءة لكتاب عنف الديكتاتورية لستيفان زفايغ
يقع الكتاب في 265 صفحة ...
يأخذنا في رحلة لفهم كيف يتحول من يعارض ممارسات الديكتاتورية وقمع الحريات وممارسة أبشع أنواع القهر ضد المخالفين إلى ممارس للديكتاتورية بكل بشاعتها...
ينقل لنا المؤلف بلغة أدبية جميلة تشبه العمل الروائي قصة حقيقية من القرن السادس عشر....
قصة المصلح كالفن الذي يثور ضد قسوة وتسلط الكنيسة الكاثلوليكية التي تحاكم وتحاسب الناس على ما في صدورهم ولا تؤمن بحرية العقيدة ....
لكنه يتحول إلى وحش مستبد يمارس كل البشاعات التي قاد الناس للثورة ضدها ...عندما يتمكن من فرض سيطرته وأفكاره على مدينة جنيف ....
فرض فكر واحد ...
تدخل في لباس الناس وما يأكون ومايسمعون...
حول المدينة للون واحد وعذب ولاحق كل مخالف ...
حتى أحرق سيرفيت حيا بوحشية مرعبة لأنه تجرأ على نشر كتاب يحمل أفكار مخالفة لكالفن...
فثار ضده كاستيليو...
لكن ما نفع صوت واحد مع مجموع من الخانعين...
بعض من الاقتباسات:
"الذين يدينون بسلطتهم إلى ثورة ما يصبحون دوما الأكثر تشددا والأقل تسامحا إزاء كل تجديد ..."
"كل دكتاتورية تنطلق من فكرة...."
"ولطالما كان الزاهد أخطر أنواع الطغاة..."
"التكرار المنهجي لإرهاب الدولة يشل إرادة الأفراد، يزيل روح الجماعة ويلغيها. يتسلل إلى النفوس كمثل مرض مضن ولا يلبث الجبن الجماعي - وهنا آخر أسراره - أن يغدو معينه والمتستر على جرائمه، لأن كل فرد إذ يشعر أنه مشتبه به تراه يشتبه بالآخرين. يهرع الخائفون بسبب الرعب قبل أوامر الطغاة ونواهيهم...."
"عندما نبحث عمن هو زنديق فعلا، فإنني لا أجد سوى أننا جميعا سنطلق صفة الزنديق على كل من لا يوافقنا رأينا..."
تعليقات
إرسال تعليق