قراءة لكتاب وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي

 


يتألف الكتاب من 12 فصل ...356 صفحة.
في مقدمة الكتاب يوضح المؤلف ان هذا بحث حول طبيعة الإنسان...
ينفي الكاتب أن يكون ما نعانيه من تفسخ اجتماعي يعود إلى سوء أخلاقنا حسب تفسيرات الواعظين..
فالطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد وحده، لأن هناك نواميس في الكون يتجاهلها الوعاظ... 
 
المقدمة والفصول الثلاثة الأولى عن الوعظ والواعظين ...
 
الوعظ والصراع النفسي ، الوعظ وازدواج الشخصية، الوعظ وإصلاح المجتمع ...
تناقش لماذا الوعظ لا يترك أثر ولم يغير الأحوال ولماذا يسمع الناس الوعظ فيتأثروا لحظيا ثم ينسوا كل ماسمعوه!
يشير إلى ان الوعاظ يريدوا ان يرجعوا بنا إلى صدر الإسلام، وهم يشيرون دائما إلى المسلمين الأولين قائلين:
"انظروا إليهم...لقد اتبعوا الحق فنجحوا، وليس لنا إلا أن نتبع طريقهم بحذافيره لكي ننال النجاح مثلهم"
 
وهذا منطق غير صحيح، فالمسلمون الاوائل نجحوا ثم فشلوا. وليس لنا إلا أن ندرس عبرة النجاح والفشل في تاريخهم لكي نتعظ بها.
يتتبع المؤلف دولة الإسلام عبر صفحات الكتاب لرصد التغيرات والتطورات التي رافقت تلك الدول وأثر ذلك على الشخصية العربية الحالية ...
 
يستند الكاتب على العديد من الدراسات والكتب التي تناولت تاريخ الدولة الاسلامية منذ البداية، مثل كتب عباس العقاد و ابن حجر، و محمد عبده و طه حسين و عمر أبو النصر وسيد قطب والجاحظ و أحمد أمين و خالد محمد خالد وزين الدين الحدادي وغيرهم ...
كيف نشأ الخلاف بين المسلمين ليتحول الإسلام إلى شيعي وسني ...
 
دولة الخلافة التي تهتم بالفتوحات والتوسعات والغنائم على حساب روح وقيم الإسلام...
الدولة التي تدعي انها ستحيي السنة والدين فتمارس الظلم والبغي ...لهذا لم يتطور النظام العربي ليصبح نظام عدل وقيم ...هناك شرخ كبير بين قيم الإسلام والقيم الممارسة في واقع الناس وممارسات من يحكم ...
 
الفصل الأخير في الكتاب بعنوان: 
عبرة التاريخ، ويختم هذا الفصل بالفقرة التالية:
" لقد آن الأوان لكي نحدث انقلابا في أسلوب تفكيرنا. فقد ذهب زمان السلاطين وحل محله زمان الشعوب. وليس من الجدير بنا ، ونحن نعيش القرن العشرين ، ان نفكر على نمط ما كان يفكر به أسلافنا من وعاظ السلاطين.آن لنا أن نفهم الطبيعة البشرية كما هي في الواقع، ونعترف بما فيها من نقائض غريزية لا يمكن التخلص منها ، ثم نضع على أساس ذلك خطة الإصلاح المنشود".
 
الطبعة الأولى للكتاب كانت في العام 1954.
 قد نختلف مع الكاتب في بعض ما جاء في كتابه ، لكن الكتاب يستحق القراءة في محاولة لفهم التاريخ ، فهم جذور مشكلات، وثقافة لاتزال تحكمنا حتى اليوم ...
الكاتب يضع حلول تساعد على الخروج وتعين على وضع التاريخ في المكانة اللائقة به كتاريخ لنحاول فهم العصر وقوانين الكون التي لا تحابي أحد .
 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصمت عار

فيلم Alpha

الكرد في اليمن، دراسة في تاريخهم السياسي والحضاري 1173 - 1454م لدلير فرحان إسمايل